قالت مصادر أمنية أن مصر تفحص بيانات أشخاص وصلوا إليها في الآونة الأخيرة من دول يعرف أن تنظيم القاعدة يجند أفرادا فيها بعد أن أشارت نتائج مبكرة إلى أن التنظيم المتشدد وراء الانفجار الذي وقع في كنيسة في الدقائق الأولى من بداية العام الجديد. وفي أوروبا قالت السلطات إنها تدرس تهديدات ضد الكنائس القبطية هناك بعد أن قال متشددون إنهم سيهاجمون الطائفة المسيحية المصرية في مصر وبين الطوائف الأخرى في أنحاء العالم. وقتل مهاجم يشتبه في انه انتحاري 21 شخصا وأصاب 97 آخرين أمام كنيسة قبطية في الإسكندرية أثناء قداس منتصف الليل بمناسبة العام الجديد. وتحتجز السلطات سبعة أشخاص لاستجوابهم. وأدى الانفجار إلى اندلاع مظاهرات في مناطق في الإسكندريةوالقاهرة. وشارك مئات المسيحيين يومي السبت والأحد في احتجاجات في الشوارع ضد ما يقولون انه تقصير من السلطات في حمايتهم. وقال مراسلو رويترز في مواقع الاحتجاجات ومصادر أمنية إن المظاهرات استمرت اليوم الاثنين في منطقتين في القاهرة. واحتج مئات المسيحيين في حي شبرا بالقاهرة الذي تقطنه نسبة كبيرة من المسيحيين ويوجد به كثير من الكنائس. وكان هناك احتجاج مشابه على الطريق الدائري حول القاهرة. وشوهد المحتجون على الطريق الدائري في البداية وهم يشعلون إطارات السيارات ويستخدمونها في إغلاق الطريق ثم شوهدوا في وقت لاحق وهم يقذفون حجارة على المنازل والسيارات والناس. وقامت قوات الأمن بتفريق الحشود في المنطقتين لكن الجموع عاودت التجمع وواصلت الاحتجاجات. وحث البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الشبان المسيحيين الغاضبين على الهدوء وضبط النفس مشددا على أهمية الحوار في حل المشكلات وداعيا أقباط المهجر إلى الاقتداء بموقف الكنيسة الأم. وقال البابا شنودة في مقابلة إذاعتها القناة الأولى بالتلفزيون المصري مساء يوم الاثنين «أطلب من ابنائنا أن يهدؤوا لان الهدوء يمكنه حل جميع الموضوعات وأحب أن أقول لأبنائي في القاهرة أيضا أن تظاهرات كثيرة قد حدثت وفي مجموعها ليست من الأقباط فقط.. لان الكثير قد ركبوا الموجة ودخلوا باسم التعاطف مع أحداث الإسكندرية وهم بعيدون كل البعد عن المشكلة». وأضاف قائلا «إن هتافات البعض تجاوزت كل أدب وكل قيم بأمور لا يمكن أن نرضاها ولا يمكن أن تصدر أيضا عن مسيحي أو مسلم يتمسك بالقيم والخلق الكريم... رأينا هذا بأنفسنا وبعضهم حاول استخدام العنف وليس هذا بأسلوبنا إطلاقا ولكن كما أقول فان عناصر تكلمت باسم الأقباط وهم بعيدون عن الأقباط وقيمهم وأساليبهم ولكننا لا نوافق على التجاوزات التي حدثت». وقال انه لا يقصد بكلامه «كبت المشاعر لكنه يدعو إلى ضبط المشاعر حتى لا نقع في الخطأ». وأكد البابا شنودة أنه سيرأس قداس عيد الميلاد الخميس المقبل في الكاتدرائية المرقسية قائلا إن منع الاحتفالات لن يحل المشكلة. وقال مسؤولون مصريون إن ثمة مؤشرات على أن «عناصر أجنبية» تقف وراء الانفجار وأضافوا ان الهجوم نفذه مهاجم انتحاري فيما يبدو. وقال مصدر أمني طلب عدم ذكر اسمه إن قوات الأمن تأكدت من أن أصابع الاتهام تشير إلى أن مرتكب هذا العمل هو مهاجم انتحاري ذو صلة بتنظيم القاعدة. وقال مصدر آخر إن الشرطة شددت الإجراءات الأمنية في الموانئ والمطارات المصرية لمنع أي شخص قد يكون متورطا من الفرار خارج البلاد أثناء سير التحقيق. وقال المصدر الأمني الثاني إن الأمن يقوم بإعداد قائمة بأولئك الذين وصلوا إلى مصر في الآونة الأخيرة من دول يعرف أن القاعدة تقوم بتجنيد عملاء فيها. وجاء الهجوم بعد شهرين من قيام مسلحين لهم صلة بتنظيم القاعدة في العراق بمهاجمة كنيسة في بغداد وهددوا بمهاجمة كنائس قبطية في مصر متهمين الطائفة المسيحية في مصر بإساءة معاملة النساء اللائي يعتنقن الإسلام. ومنذ أسبوعين حث بيان نشر في مواقع إسلامية على الانترنت المسلمين على مهاجمة الكنائس القبطية في مصر والطوائف المسيحية المصرية في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأماكن أخرى أثناء احتفالات عيد الميلاد الذي يحتفل به أقباط مصر في السابع من يناير كانون الثاني. وجاء في بيان بعد الانفجار على موقع إسلامي آخر «إنما هذا أول الغيث. وأسلم تسلم وإلا فالسيف بيننا». ولم يذكر البيان اسم أي جماعة. وقالت الحكومة الألمانية إنها حذرت -قبل ساعات من وقوع انفجار العام الجديد في الإسكندرية- المسيحيين الأقباط الذين يعيشون في ألمانيا من خطر تعرضهم لهجمات محتملة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية شتيفن باريس للصحفيين «يمكنني أن أؤكد أنه عشية العام الجديد اتصلت وزارة الداخلية بمطران المسيحيين الأقباط في ألمانيا الانبا دميان لتبلغه بهذا الخطر». وقالت محكمة فرنسية إنها بدأت تحقيقا بعد إن شكا قس في منطقة باريس الكبرى على الانترنت من تهديدات ضد المسيحيين الأقباط.