سيكون المغرب مرشحا بقوة لتنظيم أول بطولة قارية كبرى منذ ما يقارب الثلاثين سنة، بعدما أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أول أمس السبت، عن الترشح رسميا لتنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين 2018 (الشان). ويأتي هذا الإعلان بعدما سحب المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) الأحد الماضي حق تنظيم البطولة من كينيا بسبب عدم جاهزيتها، وفتح باب الترشيح أمام الدول الراغبة في تنظيم الدورة الخامسة ل (الشان). واعتبرت الجامعة في بلاغ على موقعها الرسمي، أن قرار الترشيح لتنظيم (الشان) يأتي تماشيا مع سياسة الانفتاح التي ينهجها المغرب تجاه إفريقيا تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، في كافة المجالات ومن بينها قطاع الرياضة. وأضاف البلاغ أن المغرب سيضع "كل التجارب والخبرات التي راكمها خلال السنوات الماضية، رهن إشارة الاتحاد الإفريقي للعبة، وذلك لضمان نجاح تنظيم هذه التظاهرة"، مبرزا أنه "سيسعى إلى تسخير كل الإمكانيات والمؤهلات الكفيلة لاستقبال المنتخبات المشاركة في هذا العرس الكروي القاري وتوفير الظروف الملائمة للتباري والتألق". واستنادا إلى المعطيات المتاحة والمدة التي منحها (الكاف) لتقديم طلب الترشيح (آخر أجل كان أمس الأحد)، فمن المؤكد أن المغرب سيحظى بشرف تنظيم البطولة المقررة ما بين يناير وفبراير 2018، في ظل غياب أي منافس بحكم أن جنوب إفريقيا نظمت نسخة 2014، بينما مصر ستستضيف بطولة إفريقيا للمنتخبات الأولمبية لسنة 2019. وتعليقا على قرار الترشيح، اعتبر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، أن تنظيم (الشان) سيكون نقطة البداية نحو استضافة المغرب لبطولات كروية كبرى، وعلى رأسها، نهائيات كأس العالم للمنتخبات لسنة 2026. وقال لقجع في تصريحات إذاعية لأثير (راديو مارس)، إن المغرب لم ينظم بطولة ككأس أمم إفريقيا منذ دورة 1988، مضيفا أن ذلك غير منصف لبلد يملك الإمكانيات البشرية واللوجستيكية التي تؤهله لتنظيم أكبر التظاهرات. وأشار رئيس الجامعة إلى أن المملكة المغربية ترغب أيضا في استضافة كأس أمم إفريقيا 2019 إذا تم سحب البطولة من الكاميرون، إذ سبق ل (الكاف) أن هدد بذلك بسبب الحالة المزرية للملاعب وضعف الإمكانيات المرصودة ل (الكان). ومعلوم أن المغرب قد سبق له الفوز بحق تنظيم كأس أمم إفريقيا 2015، قبل أن يعتذر لاحقا بسبب مخاوف من انتشار فيروس إيبولا، لينقل الاتحاد الإفريقي البطولة إلى غينيا الاستوائية وإقصاء المنتخب الوطني الأول. كما فرض (الكاف) عقوبات رياضية على المغرب بعدم المشاركة بدورتي 2017و2019 ومالية وصلت إلى ما يقارب 10 ملايين دولار، لكن محكمة التحكيم الرياضي الدولية (الطاس) ألغت العقوبات واكتفت بغرامة 50 ألف دولار. يشار إلى أن المنتخب المحلي تأهل إلى النهائيات سلفا، عقب انتصاره على المنتخب المصري إيابا ب (3-1) بعدما انتهى لقاء الذهاب بالتعادل الإيجابي (1-1)، علما أن (الكاف) سيوضح موقفه من المنتخب ال16 الذي سيعوض المغرب باعتبار أنه سيشارك بصفته البلد المضيف، ما يمنح منتخب "الفراعنة" فرصة أخرى للمشاركة بنهائيات (الشان). وتعتبر (الشان) بطولة حديثة النشأة، إذ نظمت أول دورة سنة 2009 بالكوت ديفوار وفازت بها الكونغو الديمقراطية، ثم أحرزت تونس لقب 2011 بالسودان، وفاجأت ليبيا الجميع بالتتويج بدورة 2014 بجنوب إفريقيا، لتعود الكونغو الديمقراطية وتفوز بالنسخة الأخيرة سنة 2016 برواندا.