أكد مهنيون في مجال التأمين أن الوقاية من حوادث الشغل تتطلب وضع استراتيجية حقيقية للسلامة داخل مقرات العمل. واعتبر مهنيو التأمين، خلال ندوة نظمتها تأمينات الوفاء، مساء أول أمس الخميس بالدار البيضاء، أن هذه الاستراتيجية تعد رهانا ليس فقط بالنسبة لسلامة وصحة المستخدمين بالمقاولة، بل أيضا بالنسبة لإنتاجية المقاولة واستمرارية نشاطها، وهو ما يقتضي، بحسبهم، الاستثمار في مجال الوقاية وتطوير ثقافة السلامة داخل مقرات العمل. في هذا الصدد، اعتبر الرئيس المدير العام لتأمينات الوفاء، علي هراج، أن جودة المنتوج بالنسبة للمقاولة ودرجة سلامة العاملين بها وجهان لعملة واحدة، داعيا إلى "جعل السلامة عنصرا رئيسيا ضمن استراتيجية المقاولات، لا عائقا أمام الإنتاجية". وفي معرض حديثه عن الشركة التي يرأسها، قال الرئيس المدير العام لتأمينات الوفاء إن الخبرة التي راكمتها هذه المؤسسة جعلتها ترتقي إلى مستوى عال من الأداء، خاصة عقب إحداثها لمنتوج جديد "وفاء / وقاية". وقال المتحدث، بهذا الخصوص، إن "السعي المستمر الذي دأبت عليه تأمينات الوفاء من أجل التموقع بالقرب من زبنائها، يحفزها على الابتكار، وتقديم حلول تتفاعل مع طموحات وانتظارات الزبناء"، مضيفا أن تأمينات الوفاء أحدثت مسابقات في مجال الوقاية من حوادث الشغل "من أجل تنمية ثقافة السلامة داخل المقاولات، خاصة وأن حوادث الشغل تشكل آفة حقيقية لا في المغرب فقط بل في دول العالم". وحول ما إذا كان الاستثمار في مجال الوقاية من حوادث الشغل يعد تكلفة للمقاولة، قال عبد الرحيم الشافعي، المدير العام لقطب المقاولات في تأمينات الوفاء، إن دراسات عديدة أبانت عن عكس ذلك، مؤكدا وجود "علاقة وثيقة بين السلامة والتنافسية، إذ كلما انخفض عدد الحوادث ارتفعت تنافسية المقاولات". وزاد الشافعي موضحا، أن الدراسات "أبانت أن كل درهم تم إنفاقه في مجال الوقاية من حوادث الشغل يعود بربح لا يقل عن 2.2 درهم بالنسبة ل 98 في المائة من المقاولات داخل عينة من 300 مقاولة تنتمي إلى 15 دولة اعتمدت عليها الدراسة، وهذا ما من شأنه، يضيف المتحدث، أن يقوي انخراط الشركات في مجال الوقاية والسلامة داخل مقرات العمل، وينمي هذه الثقافة لدى المهنيين.