منح منظمو المؤتمر الدولي حول "النساء والفلاحة في إفريقيا" المنعقد يومي 12 و 13 شتنبر الجاري بمراكش، جوائز تقديرية لعدد من الشخصيات الإفريقية اعترافا بجهودها في درب النضال من أجل إفريقيا قوية والدفاع عن القضايا التي تهم النساء الإفريقيات على وجه الخصوص. وقد منحت هذه الجوائز من طرف جمعية "ثق في إفريقيا" (بيليف إن افريكا)، وذلك خلال حفل أقيم على هامش أشغال هذا المؤتمر. وفي هذا الصدد، تم منح جائزة " النساء الافريقيات الرائدات" لكاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري امباركة بوعيدة، فيما عادت جائزة "أفضل إنجاز" ( لافتايم أشيفمانت أوارد) للرئيس السابق لجمهورية غانا السيد جون دراماني ماهاني. أما جائزة " الريادة" فمنحت للرئيس المؤسس لشبكة الصانعات التقليديات، دار المعلمة، عبد الكريم عواد، فيما قدمت جائزة "المرأة الشجاعة" إلى كوركا دياو كوركا رايس، مسيرة مقاولة بالسينغال. وكانت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري امباركة بوعيدة، قد دعت الثلاثاء الماضي على هامش مشاركتها، إلى التفكير في وضع آليات جديدة لتسهيل الفلاحة النسوية بإفريقيا، وذلك من خلال اعتماد برامج ملائمة وإصلاحات تشريعية تصب في مصلحة النساء بالقارة. وأضافت في كلمة لها خلال افتتاح مؤتمر دولي حول النساء والفلاحة في إفريقيا، المنظم من طرف جمعية "ثق في إفريقيا" (بيليف إن افريكا) على مدى يومين، أن النساء الإفريقيات، شكلن دوما عنصرا فاعلا في الفلاحة التضامنية، وفي الضيعات الكبرى وفي قطاع الصيد البحري الذي يشهد حضورا قويا للنساء. وأبرزت أن النساء الإفريقيات يعتبرن فاعلا سوسيو اقتصادي حقيقي، حيث يساهمن بشكل ملموس في خلق الثروات، وتحقيق الاستقرار، وتلقين الأجيال الصاعدة قيم التقاسم والارتباط ببلدهم الأصلي، مما يجعل منهن قوة لمواجهة مختلف المشاكل ذات الصلة على الخصوص بالهشاشة. وقالت بوعيدة، في هذا السياق، "اليوم نعتز بالانجازات المهمة للمرأة الإفريقية في قطاع الفلاحة، من خلال ريادتها وتدبيرها، في إطار جمعيات وتعاونيات أو باعتبارها رئيسة مقاولة فلاحية". وأشارت، من جهة أخرى، إلى أن هذا المؤتمر الذي يناقش قضايا ذات صلة بالنساء والفلاحة بإفريقيا، يشكل إطارا استراتيجيا للوقوف على وضعية النساء في القطاع الفلاحي، مبرزة أن انعقاد هذا المؤتمر بمراكش يجسد الالتزام التام للمملكة من أجل رفع تحديات التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية. وعلى المستوى الوطني، ذكرت كاتبة الدولة أن مخطط المغرب الأخضر يشكل نموذجا لاندماج النساء المغربيات العاملات في المجال الفلاحي، مضيفة في هذا السياق أن حوالي 11 في المائة من التعاونيات الفلاحية بالمغرب خلال سنة 2015، كانت تعاونيات نسائية، تغطي ميادين متنوعة، مما مكن النساء القرويات من كسب الخبرة والاستقلالية. من جهتها، استعرضت مؤسسة ورئيسة جمعية " ثق في إفريقيا" (بيليف إن افريكا)، أنجيل كويمو، أهم التحديات التي تواجهها النساء الإفريقيات في المجال الفلاحي، من بينها الولوج إلى التمويل والعقار. وأوضحت أن مخطط المغرب الأخضر يشكل نموذجا يحتذى به، ويمكن أن تستفيد منه البلدان الإفريقية، مما يجعل من المغرب نموذجا ناجحا في مجال السياسة الفلاحية. وتميزت الجلسة الافتتاحية، بمشاركة الرئيس السابق لجمهورية غانا جون دراماني ماهاما، الذي أعرب في كلمة له عن اعتزازه بالدور الذي لعبه بلده من أجل عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي. وأكد جون دراماني ماهاما أن التحديات التي يعرفها القطاع الفلاحي بإفريقيا، يجب اعتبارها فرصا، خاصة فيما يتعلق بخلق مناصب للشغل. من جانبه، تناول السفير السابق للمغرب بالولايات المتحدةالأمريكية عزيز مكوار، أثر التغيرات المناخية على قطاع الفلاحة بإفريقيا، مشيرا إلى أن إفريقيا تزخر بموارد مائية مهمة، وأن تدبيرها على نحو جيد سيمكن القارة السمراء من تغطية حاجيات العالم من الغذاء. أما والي جهة مراكشآسفي عبد الفتاح البجيوي، فأكد، من جانبه، أن هذا الملتقى ينعقد في وقت ملائم يتميز بعودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وارتباط المملكة الدائم بإفريقيا، مذكرا أن عدة اتفاقيات للتعاون أبرمت خلال السنوات الأخيرة ساهمت في تعزيز استثمارات القطاع الخاص المغربي بإفريقيا. وشارك في هذا المؤتمر، حوالي 500 محاضر، يمثلون مسؤولين من مستوى رفيع، وشخصيات نسائية مرموقة وشخصيات من عالم المال والأعمال، وخبراء دوليين وفاعلين من المجتمع المدني.