في إطار زيارات العمل الميدانية، ومن أجل مواكبة مشاريع بناء وتشييد المؤسسات الصحية، وتفعيل البرامج ومخططات وزارة الصحة، قام البروفيسور الحسين الوردي، وزير الصحة، يوم الجمعة الماضي، بزيارة عمل ميدانية لجهة درعة تافيلالت. وأشرف الحسين الوردي، في بداية زيارته، على إعطاء انطلاقة بناء مستشفى القرب بمدينة الريصاني، بطاقة استيعابية تصل إلى 45 سريرا، على مساحة أربعة هكتارات، وبتكلفة إجمالية قدرها 98 مليون درهم. كما أشرف الوردي، بحضور والي جهة درعة تافيلالت، وعامل إقليم الراشيدية، والمنتخبين والبرلمانيين، على تسليم كميات جد مهمة من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المديرية الجهوية للصحة بجهة درعة تافيلالت لتوزيعها على المستشفيات والمراكز الصحية الحضرية والقروية، بلغت شحنتها 180 طنا. كما قام الوزير بتسليم مفاتيح 5 سيارات إسعاف مجهزة بآليات بيوطبية و8 وحدات طبية متنقلة، ووضعها رهن إشارة المراكز الصحية القروية والمناطق النائية بهذه الجهة. و ستمكن هذه الآليات والمعدات المرضى والمصابين من ساكنة العديد من القرى والمناطق النائية من النقل الصحي الاستعجالي في ظروف سليمة وآمنة، وتقريب الخدمات الصحية من خلال زيارات ميدانية للوحدات الطبية المتنقلة . كما سلم الوردي 200 كرسي متحرك إلى المديرية الجهوية للصحة بجهة درعة تافيلالت لوضعها رهن إشارة المراكز الصحية والمستشفيات، مع تخصيص البعض منها لفائدة المرضى والمصابين، خاصة المعوزين وذوي الدخل المحدود. إلى جانب ذلك، انتقل المسؤول الحكومي إلى مدينة أرفود لتفقد تقدم أشغال بناء مستشفى القرب الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 86 سرير، والذي ينجز حاليا على مساحة 39.973 مترا مربعا، بغلاف مالي قدره 120 مليون درهم. وقد بلغت نسبة تقدم أشغال البناء 40 في المئة. حيث يشتمل هذا المستشفى على مصلحة للطب، ومصلحة لصحة الأم والطفل "وحدة لطب النساء والتوليد، ووحدة لطب الأطفال إلى جانب وحدة تقنية للولادة"، ومصلحة للمستعجلات، ومصلحة للفحص بالأشعة بقاعتين وأخرى مخصصة للفحص بجهاز السكانير، ومصلحة للجراحة تتضمن مركبا جراحيا بثلاث قاعات مجهزة، ومصلحة خاصة بالقصور الكلوي مجهزة ب 14 جهاز تصفية الكلي، وأربع قاعات للاستشارات الخارجية، ووحدة للتعقيم، وفضاء للاستقبال، ومختبر يتوفر على أحدث الأجهزة، إلى جانب صيدلية ومستودع للأموات مع غرفة للتشريح ومرافق أخرى. موازاة مع ذلك، التقى المسؤول الحكومي ساكنة المنطقة ومنتخبيهم، واستمع إلى مطالبهم المرتبطة بالخدمات الصحية، مطمئنا الجميع على أن ما يقوم به خلال هذه الأيام هو تجسيد فعلي لبرنامج عمل ميداني لمواكبة مشاريع بناء وتشييد المؤسسات الصحية، وتفعيل البرامج ومخططات الوزارة، وكذلك الاستماع إلى مطالب واحتياجات الساكنة، مؤكدا استمراره في بذل المزيد من المجهودات من أجل توسعة العرض الصحي وتجويد الخدمات الصحية وتطويرها لفائدة كافة المواطنات والمواطنين من ساكنة هذه المنطقة وخاصة النائية منها. عقب ذلك، قال الحسين الوردي إن مستشفى القرب بالريصاني الذي تستغرق مدة إنجازه ثلاث سنوات يتكون من مصلحة للطب، ومصلحة لصحة الأم والطفل منها وحدة لطب النساء والتوليد، ووحدة لطب الأطفال، مصلحة للمستعجلات، ومصلحة للفحص بالأشعة، ومصلحة للجراحة تتضمن مركبا جراحيا بقاعتين مجهزتين، وأربع قاعات للاستشارات الخارجية، ووحدة للتعقيم، وفضاء للاستقبال، ومختبر يتوفر على أحدث الأجهزة، إلى جانب صيدلية ومستودع للأموات مع غرفة للتشريح ومرافق أخرى. وفيما يخص الأدوية التي تم توزيعها أوضح المسؤول الحكومي أنها تشتمل على الأدوية الحيوية التي ستوزع على عدد من مستشفيات الجهة، مشيرا إلى أن ذلك يدخل ضمن استراتيجية وزارة الصحة للنهوض بالقطاع الصحي بالعالم القروي. من جهة أخرى، قال عبد الرحيم قريب، المسؤول عن الصيدلة المركزية بوزارة الصحة، إن هذه الشحنة من الأدوية تدخل في إطار السياسة التي تنهجها الوزارة لتقريب الخدمات من المواطنين، وهي سياسة تقوم بها في جميع الجهات. وأوضح المسؤول ذاته، أن تكلفة هذه الشحنة بلغت 10 ملايين درهم، وتشتمل على أدوية خاصة بعلاج أمراض القلب والشرايين ومرض السكري ومرض الربو. كما تحتوي كذلك، بحسب المتحدث على أدوية خاصة بالأمراض العقلية والنفسية ومرض الثلاسيميا والمضادات الحيوية ومضادات الحمى والصداع والأدوية الخاصة بعلاج قرحة المعدة وأمراض القصور الكلوي. وتشتمل الشحنة، كذلك، على أدوية ومستلزمات خاصة بالولادة، بالإضافة إلى محلول الملح ومحلول الكليكوز، وغيرها من الأدوية الحيوية الأساسية. من جانبه، قال عبد الرحيم الشعيبي، المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة درعة – تافيلال، إن مشروع وزارة الصحة بالريصاني وأرفود يدخل ضمن مجموعة من المشاريع الصحية بجهة درعة – تافيلالت من أجل النهوض بالصحة بهذه الجهة، مشيرا إلى أنه سبق وأن تم تدشين مستشفى متعدد التخصصات بميدلت، وكذا بالريش وقلعة مكونة، وموضحا أن الجهة استفادت من مجموعة من العروض الصحية التي ترد الاعتبار للجهة وتسد الخصاص الذي كان حاصلا بالمقارنة مع باقي الجهات. كما أضاف المتحدث أن العرض الصحي سيتحسن بشكل كبير بعد افتتاح مستشفى الريصاني وأرفود بالإضافة إلى توسيع المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف، حيث سيصبح عدد الأسرة مناسبا لسكان الجهة، ما سيوفر على الساكنة عناء التنقل إلى مستشفيات الجهات الأخرى. هذا وشدد الوردي، أثناء تسليم الشحنة للمديرية الجهوية للصحة بجهة درعة تافيلالت على ضرورة الإسراع في توزيع هذه الأدوية على المراكز الصحية القروية والحضرية، وتتبع عملية التوزيع، مشيرا إلى أن الوزارة على أتم الاستعداد لإضافة شحن أخرى في حالة وجود نقص في الأدوية. يشار أن وزير الصحة الحسين الوردي نظم مجموعة من الزيارات خلال الأشهر الماضية بمجموعة من جهات المملكة، وعدد من المدن، حيث أعطى انطلاقة العمل بعدد من المستشفيات الجديدة، كمستشفى القرب ميدلت وقلعة مكونة، كما أشرف على تدشين مستشفى للأمراض العقلية والنفسية بقلعة السراغنة، بالإضافة إلى تسليم شحن الأدوية وزيارة ميدانية لعدد من المستشفيات قيد الإنجاز بالحسيمة وإمزورن. ومن المتوقع أن يقوم الحسين الوردي بمجموعة من الزيارات خلال الأسابيع المقبلة لجهات أخرى من أجل إعطاء الانطلاقة لمجموعة من الخدمات الصحية، والوقوف على مدى تقدم العرض الصحي، كما من المتوقع أن يسلم مجموعة من المعدات البيوطبية، حيث كان الوزير قد أكد في حديثه للصحافة أن الزيارات الميدانية التي يقوم بها تدخل ضمن استراتيجية وزارة الصحة لتعزيز العرض الصحي بجميع جهات المملكة، وتجاوز الفوارق المجالية في الخدمات الصحية بين العالمين القروي والحضري، إذ يرى الوردي أن الهدف الأساسي وراء ذلك هو التخفيف من معاناة ساكنة العالم القروي الذين يعانون من التنقل المستمر بين مناطقهم وبين المدن الكبرى من أجل تلقي العلاج.