غالبا ما تكون هدايا راس السنة بين الناس كلمة طيبة في رسالة بريدية أو اليكترونية، أو عبارة عن حلويات ملونة ومزركشة كتب عليها بلون جميل سنة سعيدة إلى غير ذلك من العبارات والكلمات التي... لكن في زمننا هذا تغيرت الطقوس والأعراف من الهدايا المتواضعة إلى الهدايا «السمينة والغليظة والراقية» من تحف نادرة وساعات يدوية مرصعة بالجواهر وربطة عنق ذهبية تليق بالجيد الذي للواتي أو عبارة عن سرج حصان إن لم نقل الحصان نفسه لمن يهوى الخيل من دون البيداء والرمح والقلم. تسربت بعض الأخبار عن بعض الجامعات الرياضية بأن تحمل رؤساؤها مشقة البحث عن أنفس الهدايا وأجملها لتكون عربون محبة ووفاء وإخلاص بل ودعم للبقاء هناك.. تحت مظلة المسؤول الكبير بالقطاع الذي، وبأن ينصفهم من عاديات الزمن وتكتلات المسيرين من المعارضين والأندية المشاغبة حتى ولو بقي كوحيد القرن يصارع نفسه، هذه الأخبار والتي تبدو عندهم سرية والسر إذا جاوز إثنان شاع كما يقول الفقهاء أصبحت حديث وكالات الأخبار في هذا الزمن الذي أصبح فيه بمجرد التنفس يقيسون سلم درجات التنفس فبالأحرى مجمل التصرفات التي لها علاقة بالمجتمع. هذه الأخبار فيها الجانب الطريف لأنها تخرج عن العادة في علاقة الرياضيين ببعضهم البعض إلى محيطهم العائلي بحثا عن الرضا والحنان والشفقة والدعم والمساندة للاستمرار حيث لا يرضى عنهم أحد، ومن بين هذه الأخبار الطريفة عن الهدايا بمناسبة راس السنة الميلادية 2011، فقد تقدم رئيس جامعة رياضية بهدية عبارة عن سلسلة ذهبية من العيار الثقيل، الأقراط الموجودة على طولها عبارة عن حبات من نفس شكل النوع الرياضي الذي يشرف على تسييره، كما تقدم احد رؤساء الجامعات الرياضية بهدية عبارة عن ساعة يدوية تعتبر من النفائس إلى زوجة مسؤول عن الرياضة، كما تقدم رئيس جامعة رياضية أخرى بهدية تعتبر من العجائب والغرائب وهي عبارة عن حصان أصيل لأنه من قدمت له الهدية يعشق الخيول، وبالضبط الخيول العربية والسروج المزركشة المطرزة بأبدع الألوان وأجملها. قد لا نحتاج لأي تعليق عن مناسبة تقديم الهدايا وشكلها وقيمتها بين المرؤوس والرئيس في أية مناسبة وفي أي بلد لأنها ليس بريئة ولا يمكن أن تكون كذلك، ولقد تناقلت وسائل الإعلام الدولية عن فضيحة الفيفا والرشاوي المقدمة لمن يملكون ورقة تحويل اتجاه تنظيم كاس العالم وحتى الألعاب الاولمبية من هذه الدولة إلى أخرى ومن أشخاص لهم مصلحة إلى آخرين، وهذا الأمر لا يقف عند هذا الحد بل يدخل في اللعبة حتى حكام المباريات الذي يقدمون خدمات مدفوعة الأجر لمن يرغب في نتيجة ترفع عنه كيد الكائدين وحنق الحانقين. ونحن في المغرب قد لا نخرج عن هذه القاعدة بالنسبة للهدايا التي يقدمها عامة الناس إلى عامة منهم والخاصة من الناس إلى الخاصة منهم والمسئولون إلى بعضهم البعض، بل إن الهدية تقبل كذلك من صغار القوم إلى علية القوم وهذا أمر فيه نظر لأنه يفسد قيام علاقات نظيفة وبريئة في المجتمع الرياضي وغيره. ولأننا في المغرب لا نملك شيئا عن أخبار الهدايا بين المسئولين الرياضيين وغيرهم فان التقليد قد أصابنا من دون شك ولم تسلم الجرة ونتحين الفرصة في قريب الأيام لنقدم للقراء الأخبار المغربية الطريفة الخاصة بتلكم الهدايا كما قدمتها وسائل الإعلام الدولية كأخبار طريفة في بلدان جنوب شرق أسيا وجنوب القارة الإفريقية والخليج العربي وهلم جرا.. هدايا تقاس بالملايين لا يعلم قيمتها إلا المراقبون الماليون عندما يضعونها في صنف مصاريف استثنائية.