يتضمن برنامج حفل افتتاح الدورة التاسعة للجامعة الصيفية للسينما، ليلة الخميس 24 غشت الجاري ابتداء من الثامنة بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، فقرة تكريمية سيتم خلالها الاحتفاء بالفاعل الجمعوي المتعدد الاهتمامات رشيد عبد الكبير (58 سنة)، الرئيس الرابع للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، الجهة المنظمة لهذه الجامعة الصيفية السنوية. فيما يلي ورقة تقربنا من هذا الوجه السينفيلي الذي فضل دوما الاشتغال في الظل بعيدا عن الأضواء الحارقة: تعاقب لحد الآن على رئاسة الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) سبعة رؤساء هم تباعا الأساتذة: نور الدين الصايل (1973 – 1983)، المختار آيت عمر (1983 – 1992)، عبد السلام بوخزار (1992 – 1994)، رشيد عبد الكبير (1994 – 1996)، محمد اعريوس (1996 – 2001)، حفيظ العيساوي (2001 – 2012)، عبد الخالق بلعربي (2012 – الآن) . ويمكن اعتبار رشيد عبد الكبير الوحيد من بين هؤلاء الرؤساء الذي قضى أقصر مدة على رأس " جواسم " ، حيث قدم استقالته لأسباب شخصية قبل انصرام المدة القانونية (سنتان) لولايته. إلا أن باقي أعضاء المكتب المسير آنذاك لهذه الجمعية الوطنية العتيدة (محمد اعريوس، عبد المطلب اعميار، أحمد سيجلماسي، عز الدين كريران، حسن وهبي، الراحل الحسين الإدريسي) رفضوا بالإجماع قبول هذه الاستقالة، وتفهما منهم لدواعيها اتفقوا معه على أن يظل رئيسا (على الورق) إلى حين انعقاد الجمع العام في يوليوز 1996 بالرباط. من بين ما يدل عليه التذكير بهذه الواقعة، جدية الأخ رشيد عبد الكبير وأخلاقه العالية وتقديره لثقل المسؤولية وغيرته الكبيرة على "جواسم" التي قدم لها خدمات جليلة إبان رئاسته القصيرة لها أو عندما كان أمينا للمال في مكتبها الوطني السابق برئاسة الناقد عبد السلام بوخزار من 1992 إلى 1994. ورغم قصر هذه المدة نجح رئيس " جواسم " الرابع، رفقة باقي أعضاء المكتب المسير، في تنظيم الدورة الثانية للجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري سنة 1995 بالعاصمة، بتعاون مع مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، وضمان استمرارية النشرة الداخلية "جواسم" في حلة جديدة، وتمثيل جامعة الأندية السينمائية في اللجنة الوطنية التي أشرفت سنة 1995 على احتفالات المغرب بمائوية السينما (1895 – 1995) بمبادرة من المركز السينمائي المغربي وتعاون مع الغرف المهنية السينمائية.. وهذا ليس غريبا على شخص تمرس على العمل الجمعوي والثقافي والحقوقي والنقابي منذ كان تلميذا في السبعينات من القرن الماضي. فقد انخرط مبكرا في العمل الثقافي الجمعوي بدار الشباب وبثانوية أكنسوس بالصويرة ، مسقط رأسه يوم 21 يونيو 1959، وترأس جمعية نظمت أنشطة ثقافية وفنية وناضل من أجل تحسين شروط إقامة تلاميذ الداخلية عندما كان يتابع دراسته بثانوية الحسن الثاني بآسفي. وبعد حصوله على شهادة الباكالويا في العلوم الرياضية سنة 1977 قضى موسما جامعيا بكلية العلوم بالرباط وانخرط في النادي السينمائي التابع للمدرسة المحمدية للمهندسين، وذلك قبل أن يجتاز مباراة القبول بالمعهد العالي للإحصاء والاقتصاد التطبيقي (INSEA). وداخل هذا المعهد (1978 – 1981) ساهم في تأسيس وتسيير نادي سينمائي كان يبرمج عروضا تتلوها مناقشة لأفلام فرنسية وسوفياتية وألمانية وعراقية وفلسطينية ومصرية وغيرها، تتم استعارتها من المراكز الثقافية المتواجدة بالرباط، كما كان نشيطا في مكتب جمعية الطلبة (الإتحاد الوطني لطلبة المغرب). بعد تخرجه من معهد الإحصاء سنة 1981 اشتغل مهندسا للمعلوميات بوزارة التجهيز، وانخرط في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وشارك مع مجموعة من رفاقه في تأسيس نادي الثقافة السينمائية بالرباط. كما ساهم في تأسيس النقابة الوطنية للتجهيز (الكونفدرالية الديموقراطية للشغل) وتحمل مسؤولية التسيير داخل مكتبها الوطني، وترأس فرع الأعمال الاجتماعية بإدارة هندسة المياه إلى حدود مغادرته الطوعية للإدارة العمومية سنة 2005 . تابع خلال مساره المهني تكوينات في مجال التدبير والافتحاص واشتغل خبيرا بالقطاع الخاص بعد مغادرته للوظيفة العمومية. إن تكريم الأخ رشيد في حفل افتتاح الدورة التاسعة للجامعة الصيفية للسينما، ليلة الخميس 24 غشت 2017 بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدارالبيضاء، هو بمثابة تكريم جيل من المثقفين والفاعلين الجمعويين الذين أبلوا البلاء الحسن في محطات من تاريخ الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، لتستمر هذه الجامعة منارة لإشاعة الثقافة السينمائية بوطننا العزيز، فتحية حب وتقدير له ولكل من ناضل ولا زال يناضل عن قناعة من أجل ترسيخ ثقافة السينما بين الشباب ومن أجل غد سينمائي أفضل.