سيضطر مستعملو طرامواي الدارالبيضاء، للاعتماد على وسائل نقل بديلة للوصول إلى وجهاتهم ومقرات أعمالهم، بعد التوقف الاضطراري لخدمات الطرامواي والذي دخل حيز التنفيذ منذ بداية الأسبوع الجاري وسيستمر إلى غاية 28 غشت الجاري. وكانت شركة "كازا ترونسبور" قد أخبرت بهذا التوقف المؤقت قصد السماح بربط الخط الثاني للترامواي بالخط الأول على مستوى التقاطعات بشوارع أنوال وعبد المومن وعقبة ابن نافع والحزام الكبير. وعرفت بعض محطات الوقوف الإجبارية للحافلات العمومية، تزامنا مع اليوم الثاني لهذا التوقف الاضطراري، اكتظاظا كبيرا تسبب في معاناة حقيقية لزبناء الطرامواي الذين اعتادوا على جودة الخدمة التي توفرها هذه الوسيلة الاجتماعية التي تؤمن النقل لحوالي 135 ألف راكب يوميا وتغطي مسافات طويلة من جغرافية العاصمة الاقتصادية. ولجأ الكثير من المواطنين إلى سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة، وتذمر الكثير منهم من طول انتظار وسائل النقل هذه، والتي توجد الكثير منها في حالة سيئة للغاية، ناهيك عن تصرفات بعض سائقيها الذين يفتقدون للحس المهني برفضهم نقل الركاب إلى وجهات معينة بذرائع واهية، كما عبر العديد من المواطنين عن صعوبة الالتحاق بمقرات عملهم في ظل هذه الظروف التي تعيد أزمة النقل بالعاصمة الاقتصادية إلى الواجهة. ومن أجل التخفيف من هذه الأزمة الناتجة عن التوقف المؤقت لخدمات الطرامواي المستعمل على نطاق واسع في مجال النقل الحضري بالدارالبيضاء، لجأت الشركة المكلفة بتدبير النقل العمومي، وفق بلاغ لها، إلى تعزيز خطوطها بين محطات الوقوف القريبة من الخط الأول للطرامواي والتي تبعد عن بعضها البعض بمسافة 500 متر، وذلك بوضع حافلات إضافية في حالة الاكتظاظ. من جهة أخرى، عبرت شركة الدارالبيضاء للنقل عن وعيها بالأضرار التي يتسبب فيه التوقف المؤقت للطرامواي، مؤكدة في بلاغ لها، على تواصل الأشغال ليل نهار لربط الخط الثاني بالخط الأول، في احترام تام للآجال المحددة لعودة هذه الوسيلة الاجتماعية لاستئناف خدماتها بشكل عادي. ويربط الخط الأول للطرامواي أقطاب سيدي مومن وعين الذئاب والكليات عبر 48 محطة، وتهم الأشغال الجارية للربط بالخط الثاني التقاطعات بشوارع أنوال وعبد المومن وعقبة ابن نافع والحزام الكبير. وكانت أشغال الخط الثاني للطرامواي التي مازالت في طور التشييد قد انطلقت في ماي 2015، حيث تم لحد الآن تثبيت 15.828 كيلومترا من مسارات السكة الحديدية وإنجاز الأنظمة الأخرى خاصة منها، الطاقة والتذاكر وكذا الخطوط الجوية للاتصال وغيرها، أي 97 في المائة من الخط الذي سيربط الكليات بشارع ليساسفة وشارع أنوال بسيدي البرنوصي مرورا بعين السبع. كما أنه تم الانتهاء من تشييد 90 بالمائة من الأساسات الخرسانية بالإسمنت المسلح. أما بالنسبة للسكك الحديدية، فقد تم تثبيت 87 في المائة منها على مسافة يزيد طولها على 14.129 كلم، وكذلك تعبيد 54 في المائة من الأرصفة. أما خط الطرامواي الثالث، فسيمتد على مساحة 14 كلم (حي مولاي رشيد – مبروكة – أولاد زيان – وسط المدينة – مسجد الحسن الثاني)، في حين سيربط الخط الرابع للطرامواي، الممتد على مساحة 14 كلم ، شارع إدريس الحارثي بشارع محمد السادس وصولا إلى محطة الدارالبيضاء الميناء.