بعد مسيرة فنية حافلة بالإبداع و التجديد على مستوى الطرب الغنائي الامازيغي المتكامل نصا و لحنا و أداء، تطالعنا الفنانة الامازيغية المغربية المقتدرة عائشة تاشنويت بفيديو كليب حصري يحمل عنوانا دالا "واش كتفهم العربية" ، وذلك على قناتها الرسمية باليوتيوب، و هو منجز متميز ينضاف الى ريبرتوار أشرطتها الغنائية التي فاقت 30شريطا همت كل المواضيع المجتمعية المتعلقة بقضايا الانسان و مجال حياته العامة و الخاصة بصيغة طربية تجمع بين الاصالة و المعاصرة شكلا و مضمونا و رؤية ، اذ وصل عدد مشاهدي الكليب على الإنترنيتقرابة مليون مشاهد بعد مرور ثلاثة أيام على بثه. يؤكد هذا العمل الجديد الذي تتغنى فيه عائشة تاشنويت باللهجة المغربية بأن الامازيغ و العرب شعب واحد يجمعهم وطن واحد هو المغرب. كما انه يحمل كل معالم التجديد و المغايرة ، حيث تظهر المطربة في حلة شبابية رفقة مجموعة من الشخصيات الطريفة على نحو يذكرنا بفن الأوبريت ذي الايقاع الحركي و الوضعيات الترفيهية و الاجواء الموسيقية التي ادار اخراجها بحنكة نبيل بلحيرش ، و اشرف على توزيعها حمزة الغازي و الف كلماتها و لحنها زكريا بيقشة ، وأنتجها ابرايهم اوبلا . أبانت اللوحات الراقصة عن براعة كل من عبده غانم ، كريم عاطف، طه مهاجر و محمد الخمسة . حول رسالة هذا الشريط الفنية ، تقول عائشة تاشنويت : " انا فنانة مغربية محضة أغني لوطني المغرب المعروف بتعدديته الثقافية و اللغوية . فهذه الاغنية الجديدة تعبر عن هذا البعد العميق الذي يحظى به المغرب من الناحية الحضارية، وهذا ما حاولت الافصاح عنه في حلة جديدة بعيدا عن كل نزعات التعصب الاعمى و العنصرية بكل اشكالها السلبية . فانا اغني لكل المغاربة بدون استثناء و فخورة بوطنيتي و هويتي المتعددة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله". و تضيف : " هذه الاغنية لها مكانة استثنائية لدي، فقد أديتها صحبة المجموعة بشكل تشخيصي مغاير قريب لفن الدراما انسجاما مع موضوعها الجديد، و تفاعلا مع احساس الجمهور و ذوقه الرفيعين . أحرص دائما على أن أكون صادقة مع جمهوري المتزايد الذي يتجاوب بشكل تلقائي مع مختلف أغنياتي و يرددها عن ظهر قلب . عملي الجديد ، اذن، ذو حمولة اجتماعية تذكر المغاربة بأصلهم المشترك و بوحدتهم القوية بتعدد روافدها و لغاتها كما تنص على ذلك ديباجة دستور المملكة الجديد". للتذكير فان المطربة الشهيرة عائشة تاشنويت دأبت منذ عام 1993 على النهوض بالتراث الأمازيغي و اغناء مقوماته الفنية و الابداعية ، حيث مثلت المغرب في معظم المحافل الدولية الوازنة ، اذ أحيت خمسة و عشرين سهرة في الديار اليابانية ما بين 2003 و 2005، كما شاركت ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي بتايلوند بانكوك عام 2015 ، و بالصين الشعبية عام 2010 (اذ مثلت المغرب في ديسبوبمدينة شانكهاي)، و بدولة لاووس (بين الكامبودج و الفيتنام) مارس 2017، فهي تعد أول فنانة مغربية تشارك في هذا القطر الدولي تاركة أصداء لافتة في الاوساط الفنية و الاعلامية معا التي استحسنت اداءها الغنائي المميز و تجاوبت أيما تجاوب مع نغماتها الطربية و تعبيراتها الكوريغرافية الموحية. سفيرة الطرب الامازيغي فوق العادة هي الفنانة عائشة تاشنويت التي حملت مشعل هذا اللون الغنائي على المستوى القاري من خلال عروضها الفنية الشمولية التي يتفاعل فيها الصوت مع الموسيقى و الرقص التعبيري و اللباس الذي تصممه بنفسها، الشيء الذي نال اعجاب و تقدير جمهورها الواسع و الممتد كما تشير الى ذلك استطلاعات الرأي على هامش كل حفلاتها الدولية . تنوه هذه الاستطلاعات بقدرتها الصوتية وبرقصاتها البليغة و الرمزية التي تشبه رقصات "ما وراء بلدات الثبت" المستوحاة من الفن الصيني الاصيل . الهبت عائشة تاشنويت في كل مشاركاتها داخل المغرب و خارجه حماس الجمهور بايقاعاتها الغنائية الضاربة في عمق التراث الامازيغي الاصيل متفاعلة مع أذواق مختلف الاعمار و الجنسيات . بإطلاقها لفيديو كليب "واش كتفهم العربية" تعرب الفنانة عن مدى اعتزازها البالغ بالتنوع اللغوي الذي ميز على الدوام الهوية الثقافية المغربية ، محتفلة بالقيم الاجتماعية النبيلة للتعايش ، واشاعة مشاعر التضامن و الاخوة و المواطنة الصادقة . فرغم شهرتها التي فاقت الحدود ، ظلت عائشة تاشنويت وفية لوطنها بمختلف مكوناته الثقافية و الحضارية، محافظة على خصوصيات التراث الجمعي ، و دمجه في توليفة جمالية سلسة مع باقي روافد المتن الثقافي المغربي المتنوع ، منصتة للسان حالها الذي يردد :"حنا أولاد وطن واحد" .