تتضمن الدورة ال14 لمهرجان "تيميتار" الدولي للموسيقى، التي انطلقت فعالياتها يوم أمس الأربعاء في مدينة أكادير، برنامجا ثقافيا وفنيا غنيا ومتنوعا،وذلك بمشاركة نخبة من المثقفين والأخصائيين الذين سيتداولون بهذه المناسبة حول عدة قضايا للنقاش تهم على الخصوص المسرح والسينما والموسيقى . وينسجم مضمون هذا البرنامج مع الشعار الذي اختاره المهرجان كعنوان له منذ انطلاقته وهو" الفنانون الأمازيغ يحتفون بموسيقى العالم"، بحيث ستكون الثقافة الأمازيغية في مختلف تجلياتها، وانفتاحها على الثقافات والفنون الكونية محورا للمناقشة والتحليل خلال ورشات، ولقاءات مع فنانين ومثقفين وأكاديميين مغاربة وأجانب. وفي هذا السياق، أعلنت الجهة المنظمة للمهرجان أنه سيتم تنظيم يوم دراسي يوم 7 يوليوز 2017 يتناول موضوع "الإبداع الفني الأمازيغي: أي آفاق للمحترفين، وما هي سبل تحسين القطاع ؟"، بحيث يستند تنظيم هذا اللقاء إلى فرضية مفادها أنه خلال السنوات الأخيرة ترسخ الوعي بأن الإبداع الفني من شأنه أن يكون رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لجهة سوس ماسة، إلا أنه إلى حدود الآن لا توجد هياكل مواكبة لهذه الدينامية . فعلى الرغم من كون بعض الإبداعات استطاعت أن تمكن من الترويج لجهة سوس ماسة، ولبعض المناطق دون أن يتم دعمها بأي تخطيط استراتيجي، فقد أصبح من اللازم مستقبلا أن لا تستمر الأعمال السينمائية والمسرحية والموسيقية في التعريف بالمجالات الترابية بصفة ارتجالية، دون أن تخضع لتحديد ممارسات مضبوطة من طرف هيأة متخصصة تناط بها هذه المهمة. ومن المقرر أن يشكل هذا اللقاء الدراسي فرصة لتحديد إطار استراتيجي للترويج للمجال الترابي لجهة سوس ماسة على المستوى الثقافي والفني قصد تمكين الممارسين من أدوات فعالة لمواكبة تثمين القدرات والطاقات المحلية للجهة باعتبارها مجالا للإبداع المسرحي والموسيقي والسينمائي. وضمن هذه الرؤية، سيحاول المشاركون في اليوم الدراسي،على الخصوص، تقييم الإطار القانوني والمؤسساتي للترويج المجالي على المستوى الثقافي والفني، وتحديد شروط فعالية أداء الهياكل التي تقوم بالإبداع والإنتاج والتوزيع على المستوى المحلي والجهوي والوطني، ووضع إستراتيجية ناجحة للترويج للإبداع الأمازيغي على الصعيد الوطني في الوقت الحالي، فضلا عن تحديد قواعد إحداث هيأة لمواكبة الإبداع السينمائي و السمعي البصري، والإبداعين المسرحي والموسيقي على المستوى المحلي، مع البحث عن دعم لهذه الهيئة من طرف المؤسسات العمومية والخاصة. وتحضر مقاربة النوع ضمن البرنامج الثقافي للدورة ال14 لمهرجان "تيميتار"،الذي يستمر إلى غاية 8 يوليوز الجاري، وذلك من خلال تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع " الثقافة الأمازيغية النسائية "، ستخصص لتسليط الضوء على كيفية تجاوب المرأة من خلال مجالات إبداعها مع مختلف مكونات الثقافة، مع التعريف برؤية المرأة الأمازيغية إزاء مجالات الأدب والفن والتواصل والاقتصاد و السياسة، وكيف استطاعت الانفتاح على مختلف المؤسسات الثقافية، وكيف تتفاعل مع النقاش حول حقوقها. كما سينكب المشاركون والمشاركات في هذه المائدة المستديرة على مناقشة قضايا ترتبط بالرؤية التي تتسلح بها المرأة الأمازيغية في الظرف الراهن للتغلب على القيود المفروضة على الخصوصية والهوية، إضافة إلى مساءلة مدى الانفتاح الذاتي للثقافة الأمازيغية في علاقتها بالقيم الملازمة لهذه الثقافة، وكيف ينعكس هذا الانفتاح على المجالات الإنسانية والمعارف مثل الأدب، الفن والإعلام والاقتصاد والسياسة. وينفتح مهرجان "تيميتار" في دورة 2017 على الإنتاج السينمائي والسمعي البصري الأمازيغي بواسطة ورشة تكوينية يروم المنظمون من خلال عقدها تمكين المنتجين المنتمين لجهة سوس ماسة من آليات فعالة لمواكبة مشاريعهم، إلى جانب إطلاعهم على المعايير المحددة في دفاتر تحملات الإنتاج السمعي البصري التي أقرها المركز السينمائي المغربي. وفي هذا الإطار، سيتم تنظيم ورشتين تكوينيتين لفائدة مهنيي السينما والسمعي البصري، بحيث ستخصص الورشة الأولى لبسط شروط تطبيق دفاتر تحملات الإنتاج السمعي البصري الخاصة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة انطلاقا من كونها تشرف على مرفق عام، وتلتزم بالمساهمة الفعالة في تثمين وتنمية وبث الإنتاج الثقافي واللغة الأمازيغية باعتبارها من المكونات الأساسية للثقافة وللحضارة المغربية. أما الورشة الثانية المنظمة فتهم صندوق دعم الإنتاج السينمائي الوطني، الذي يخصص دعما ماليا على شكل تسبيق للأفلام الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية قبل وبعد الإنتاج، والتي تتقدم بها الشركات المغربية للإنتاج السمعي البصري على شكل ملف تبت فيه لجنة الدعم، بحيث سينكب عمل هذه الورشة على تمكين المستفيدين منها من استيعاب الإطار القانوني والمؤسساتي لصندوق الدعم، وضبط معايير الاستفادة من ميزانيته. وكما جرت العادة خلال عدد من الدورات السابقة، فإن "جمعية تيميتار" بادرت بمناسبة الدورة ال14 للمهرجان بإنتاج ألبوم غنائي جديد للفنان الأمازيغي المعروف علي شوهاد الذي يحمل عنوان "إيكودار ن سوس" ( المخازن الجماعية لسوس)، ليضاف بذلك إلى قائمة الفنانين الأمازيغ الذين استفادوا من دعم الجمعية لمشاريعهم الفنية، ومن ضمنهم الفنان الكبير الراحل عموري مبارك.