تساقطات ثلجية وأمطار قوية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    وزير الخارجية الإسباني: المغرب شريك موثوق به لمواجهة تحديات كبرى وشراكتنا معه استراتيجية    المغاربة المقيمون بالخارج.. تحويلات تفوق 9,45 مليار درهم خلال يناير    القطب الصناعي لمجموعة طنجة المتوسط يحقق 174 مليار درهم من المعاملات في 2024    بتعليمات ملكية سامية.. ولي العهد الأمير مولاي الحسن والأميرة للا خديجة يعطيان انطلاقة عملية "رمضان 1446" لتوزيع المساعدات    مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يصادق على مشاريع بيئية واقتصادية وثقافية    مجلس حقوق الإنسان: 40 دولة تجدد تأكيد دعمها للسيادة التامة والكاملة للمغرب على صحرائه    القنوات الوطنية تهيمن على وقت الذروة خلال اليوم الأول من رمضان    سينما.. فيلم "أنا ما زلت هنا" يمنح البرازيل أول جائزة أوسكار    رئيس الجزائر يقاطع القمة العربية بمصر.. تفاقم للعزلة وفقدان للبوصلة    قتيل وإصابات في عملية دهس بألمانيا    ولد الرشيد يشيد بالموقف الألباني    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيس أوزبكستان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك    إرجاء محاكمة أقارب "تيك توكر"    المغرب يستعد لأسبوع ممطر مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة    برشلونة.. إصابة 34 شخصًا بينهم أربعة في حالة حرجة جراء تصادم حافلتين    إدانة عبد المومني ب6 أشهر حبسا    زكية الدريوش    تحويلات مغاربة العالم تواصل الإرتفاع متجاوزة 945 مليار سنتيم في شهر واحد    3 مغاربة في جائزة الشيخ زايد للكتاب    عمرو خالد: هذه أضلاع "المثلث الذهبي" لسعة الأرزاق ورحابة الآفاق    المغرب يستمر في حملة التلقيح ضد الحصبة لرفع نسبة التغطية إلى 90%‬    أحمد زينون    شاطئ الفنيدق يلفظ جثمان قاصر وسط ترقب مصير آخرين    واشنطن تجدد تأكيد إرادتها التفاوض بشأن إنهاء النزاع الروسي الأوكراني    كرنفال حكومي مستفز    ترامب وزيلينسكي.. ولعبة الرّوليت الرّوسي    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية وأمطار رعدية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    وزارة الصحة تكشف حصيلة وفيات وإصابات بوحمرون بجهة طنجة    حوار مع صديقي الغاضب.. 2/1    وكالة الأنباء الإسبانية (إفي): ابراهيم دياز.. الورقة المغربية الرابحة لأنشيلوتي في ديربي مدريد    بعد إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد.. دعم وحماية الفلاحين مربي الماشية الصغار على طاولة وزير الفلاحة    أهدنا الحياة .. ومات!    للمشاركة في احتفالات الذكرى 96 لتأسيسه .. الاستاذ إدريس لشكر يزور المكسيك بدعوة من الحزب الثوري المؤسساتي    الصحافي الذي مارس الدبلوماسية من بوابة الثقافة    ضرورة تجديد التراث العربي    وزير الثقافة الإسرائيلي يهاجم فيلم "لا أرض أخرى" بعد فوزه بالأوسكار    مقتل إسرائيلي بعملية طعن بمدينة حيفا ومقتل المنفذ    رمضان في الدار البيضاء.. دينامية اقتصادية وحركة تجارية في الأسواق ومتاجر القرب    كولر يستبعد عطية الله ورضا سليم من لائحة الأهلي لمونديال الأندية    استقالة جواد ظريف نائب رئيس إيران    فيروس كورونا جديد في الخفافيش يثير القلق العالمي..    ناقد فني يُفرد ل"رسالة 24 ": أسباب إقحام مؤثري التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية    النصيري يسجل هدفا في فوز فريقه أمام أنطاليا (3-0)    مجلة إيطالية: المغرب نموذج رائد في تربية الأحياء المائية بإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط    نتائج قرعة دور ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 2025    قراءة فيدورة جديدة من بطولة القسم الثاني : الكوكب تعزز صدارتها وتوسع الفارق …    حكيمي ينافس على جائزة لاعب الشهر في الدوري الفرنسي    الصين: إجمالي حجم الاقتصاد البحري يسجل 1,47 تريليون دولار في 2024    ترامب يعلن إدراج خمس عملات مشفرة في الاحتياطي الاستراتيجي    دوبلانتيس يعزز رقمه العالمي في القفز بالزانة    كرة القدم: كوريا تتقدم بطلب تنظيم كأس آسيا 2031    مسلسل "معاوية".. هل نحن أمام عمل درامي متقن يعيد قراءة التاريخ بشكل حديث؟    بريسول ينبه لشروط الصيام الصحيح ويستعرض أنشطة المجلس في رمضان    هذا هو موضوع خطبة الجمعة    الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين يستغرب فرض ثلاث وكالات للأسفار بأداء مناسك الحج    المياه الراكدة    "حضن الفراشة" .. سلاح فتاك لمواجهة التوترات النفسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماهري يكتب: الحكومة‭ ‬والغلاء.. ‬من‭ ‬التغول‭ ‬إلى الهروب‭ ‬إلى‭ ‬الأمام !
نشر في برلمان يوم 19 - 07 - 2022

‭ ‬قال عبد الحميد جماهري، مدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي، إن‭ ‬"نزعة‭ ‬التغول لم تصمد‭ ‬كثيرا‭ ‬أمام‭ ‬سطوة‭ ‬أزمة‭ ‬البلاد‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وتراجعت‭ ‬لغة‭ ‬الاستعلاء‭ ‬والعجرفة‭ ‬والهجوم‭ ‬إلى‭ ‬عبارات‭ ‬تكشف‭ ‬خيارين‭ ‬لا‭ ‬ثالث‭ ‬لهما: التبرير‭ ‬تارة‭ ‬والتنكر‭ ‬للمواقف‭ ‬السابقة‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‮"، مضيفا: "نحن‭ ‬نحتاط‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬معترك،‭ ‬مزالقه‭ ‬كبيرة‭ ‬وتشعباته‭ ‬بين‭ ‬لوبيات‭ ‬و«كوكوتات كثيرة‭ ‬قد‭ ‬يجر‭ ‬إلى‭ ‬اللعب‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬لا‭ ‬تدري‭ ‬الرابح‭ ‬الحقيقي‭ ‬فيها‮، لكن‭ ‬حذرنا‭ ‬التاريخي‭ ‬زال فعلا،‭ ‬عندما‭ ‬تراكم‭ ‬الحكومة‭ ‬التناقضات‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يراكم‭ ‬النفطيون‭ ‬الأرباح‭ ‬وتظل‭ ‬بوصلة‭ ‬المواطنين‭ ‬بلا‭ ‬أفق‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬الزمن‮.‬‭ ‬فنعتمد‭ ‬ما‭ ‬تقوده‭ ‬لنا‭ ‬الحكومة‭ ‬مشكورة‭ ‬من‭ ‬تضارب‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬والتبريرات‮". ‬‭!‬
وجاء ذلك ضمن عمود نشره جماهري ضمن عدد يوم غد الأربعاء من يومية الاتحاد الاشتراكي تحت عنوان "الحكومة‭ ‬والغلاء ‮: ‬من‭ ‬التغول‭ ‬إلى الهروب‭ ‬إلى‭ ‬الأمام ! "، وهذا مما جاء فيه: ‮
‭ ‬"فالناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬الحكومة‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬التبريري‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬حزبية،‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬التردد‭ ‬والانتظارية‭ ‬والارتعاش‮:‬‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لديكم‭ ‬مقترحات‭ ‬آتونا‭ ‬بها‮»‬‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬لسان‭ ‬حزبه‭ ‬يقول‭ ‬‮:«...‬‭ ‬أما‭ ‬نحن‭ ‬فقد‭ ‬وقف‭ ‬حمارنا‭ ‬في‭ ‬عقبة‭ ‬المحروقات‮»..‬‭ ‬وفي‭ ‬حقول‭ ‬السياسة،‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬فيها‭ ‬دورة‭ ‬المسؤولية‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬إعلان‭ ‬عجز،‭ ‬يفضي‭ ‬منطقيا‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‮..‬إن‭ ‬أقبح‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬هو‭ ‬التنصل‭ ‬الأخلاقي‭ ‬من‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وربط‭ ‬المحاسبة‭ ‬باللامسؤولية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬غير المسؤول‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سنحاسبه‭ ‬غدا‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬للحكومة‭ ‬حلولا‭ ‬أو‭ ‬‮....‬مقترحات‭ ‬حلول؟؟؟؟؟
‭ ‬وأما‭ ‬وزيرة‭ ‬الطاقة‭ ‬والانتقال‭ ‬وتبرير‭ ‬الأرباح‭ ‬فقد‭ ‬نفت‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬البرلمان‭ ‬الأخيرة‭ ‬بأنها‭ ‬قالت‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬بأن‭ ‬سامير‭ ‬ليست‭ ‬حلا‮.‬،‭ ‬وتنكرت‭ ‬بذلك‭ ‬لقناعة‭ ‬سابقة‭ ‬عبرت‭ ‬عنها‭ ‬بغير‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬التهكم‭ ‬البلاغي‮. ‬وقتها‭ ‬كانت‭ ‬ضيفة‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ ‬الجيد‭ ‬الذي‭ ‬ينشطه‭ ‬الإعلامي‭ ‬المتميز‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الترابي،‭ ‬وقالت‭ ‬بأن‭ ‬الحل،‮«‬‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬كلامها‭ ‬لن‭ ‬يرضي‭ ‬الكثيرين،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬تكريرالبترول‭ ‬بالشركة‭ ‬الوطنية‮» ‬‭!‬
الوزيرة‭ ‬قالت‭ ‬قولا‭ ‬منكرا،‭ ‬بأن‭ ‬تكرير‭ ‬البترول‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ضمن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطاقة‮.. ‬وليتها‭ ‬توقفت‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬التشديد‭ ‬ولم‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تبرره،‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬البلاد‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬منتجي‭ ‬البترول،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‮ ‬‭!‬
وهو‭ ‬تأكيد‭ ‬مبنى‭ ‬على‭ ‬مراوغة‭ ‬كبيرة‭ ‬تسقط‭ ‬البعد‭ ‬الأخلاقي‭ ‬من‭ ‬جوابها‮:‬‭ ‬فهي‭ ‬تتعمد‭ ‬تجاهل‭ ‬كون‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتج‭ ‬ولو‭ ‬قطرة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬تعمد‭ ‬إلى‭ ‬التكرير‮.. ‬ألمانيا‭ ‬2،70‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬اليوم،إسبانيا،‭ ‬جارتنا‭ ‬الشمالية‭ ‬الفقيرة‭ ‬بتروليا،‭ ‬تكرر‭ ‬1،50‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميا،‭ ‬فرنسا‭ ‬إيطاليا‭ ‬هولاندا‭ ‬تركيا،‭ ‬كلها‭ ‬قرابة‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميا‭...‬
تقول‭ ‬الوزيرة،‭ ‬إن‭ ‬ملف‭ ‬سامير‭ ‬هو‭ ‬‮«‬ملف‭ ‬استثماري‮.»‬‭ ‬طيب،‭ ‬ما‭ ‬رأي‭ ‬الوزيرة‭ ‬وحكومتها‭ ‬في‭ ‬خلاصات‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إدراج‭ ‬سامير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحزمة‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الجريئة‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬ملك‭ ‬البلاد؟
هل‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التذبذب‭ ‬غير‭ ‬المنتج،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬منطقه‭ ‬بإعلان‭ ‬فشل‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الموقف؟
الواقع،‭ ‬ما‭ ‬هذا‭ ‬إلا‭ ‬الجزء‭ ‬العائم‭ ‬من‭ ‬جبل‭ ‬الجليد‭ ‬الذي‭ ‬يثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الحكومة‭ ‬ويرمي‭ ‬بظلال‭ ‬الشك‭ ‬على‭ ‬عملها‮.‬
قد‭ ‬نرى‭ ‬فيه،‭ ‬بغير‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬البراءة،‭ ‬العجز‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬الحقيقة،‭ ‬والحقيقة‭ ‬حظ‭ ‬السياسي‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬مخلصا‭ ‬لبرنامج‭ ‬ولفكرة‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬مخطئة‮ ‬‭! ‬
وقد‭ ‬كان‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬الحليمي‭ ‬قاسيا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬بالذات‭ ‬وطالب‭ ‬الحاكمين‭ ‬بقول‭ ‬الحقيقة‭ ‬للشعب‭ ‬المغربي‭ ‬ملخصا‭ ‬ذلك،‭ ‬عند‭ ‬ندوته‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬في‭ ‬سؤال‭ ‬استنكاري‭: ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬نسير‭ ‬بحياتنا‭ ‬الحالية؟
قولوا‭ ‬الحقيقة‮ ‬‭! ‬هكذا‭ ‬صرخ‭... ‬
‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬بأن‭ ‬الرجل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الأرقام‭ ‬والإحصائيات‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬ولا‭ ‬أن‭ ‬نشك‭ ‬بأنه‭ ‬يطلب‭ ‬بشيء‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‮..‬‭ ‬ويريد‭ ‬إثباتا‭ ‬بالنفي‭ ‬لهذه‭ ‬الطمأنينة‭ ‬المصطنعة‭ ‬لدى‭ ‬الحكومة؟
‭ ‬والأخلاق‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البند‭ ‬بالذات‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يسيرون‭ ‬البلاد‭ ‬أن‭ ‬يعلنوا‭ ‬حقيقة‭ ‬الوضع‭..‬
‭ ‬وحقيقة‭ ‬الوضع‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬احتقانا‭ ‬رهيبا‭ ‬يتراكم،‭ ‬وأن‭ ‬الرد‭ ‬المنظم‭ ‬لحد‭ ‬الساعة‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬دفن‭ ‬الرأس‭ ‬في‭ ‬البلاغات‭ ‬والتصريحات،‭ ‬التي‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تذوب‭ ‬بفعل‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬المحروقات‭ ‬والحرائق‮..‬
لقد‭ ‬سمعنا‭ ‬لسان‭ ‬الحكومة‭ ‬الرسمي،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عشرات‭ ‬الألسن‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬العمومي‭ ‬والإعلامي‮ ‬يعطينا‭ ‬دروسا‭ ‬في‭ ‬‮«‬الواقعية‭ ‬الانهزامية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬للأزمة‭ ‬عند‭ ‬الناس‮ ‬‭! ‬وتطلب‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬وضعوها‭ ‬في‭ ‬المنصب‭ ‬أن‭ ‬يبحثوا‭ ‬لها‭ ‬عن‭ ‬عروض‭ ‬سخية‭ ‬للحل‭.‬
والحال‭ ‬أن‭ ‬السيد‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬للحكومة،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يردد‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ينصت‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬المعارضة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬مصلحتها‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬نيتها‭ ‬أن‭ ‬تعرقل‭ ‬أي‭ ‬مقترح‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تخفيف‭ ‬العبء‭ ‬ودعم‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تملك‭ ‬الإرادة‭ ‬نفسها،‭ ‬والنصوص‭ ‬نفسها‭.‬
ترسانة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القدرات‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬في‭ ‬سماوات‭ ‬أخرى‭ ‬تحتمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭.. ‬
‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬سومة‭ ‬الكراء،‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬للمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الصيف‭ ‬وبداية‭ ‬الدخول‭ ‬المدرسي،‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬المحروقات،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬تضريب‭ ‬الأرباح‮..‬‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬السمعي‭ ‬البصري‭ ‬مثلا،‭ ‬منح‭ ‬الطلبة‭ ‬والخدمات‭ ‬الاجتماعية‭.... ‬إلخ‭ ‬والنقل‭ ‬في‭ ‬أولويات‭ ‬الناس‭.. ‬
في‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬فيها‭ ‬الرئيس‭ ‬بإجراءات‭ ‬ملموسة‭ ‬لتعليق‭ ‬الضريبة،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬خطوات‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬الإرادوية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالشركات،‭ ‬ومنها‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الحكومة،‭ ‬ومنذ‮ ‬يوم الاثنين‭ ‬يناقشون‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يخص‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للفرنسيين‮... ‬‭!‬
عندنا،‮ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬السؤال‭ ‬المحرج‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬ماذا‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الحكومة‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬بل‭ ‬ماذا‭ ‬تنتظر‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬المعارضة‭ ‬وقد‭ ‬تجاهلتها‭ ‬طويلا‭ ‬وتجاهلت‭ ‬مقترحاتها؟
وماذا‭ ‬تنتظر‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والنقابات‭ ‬وقد‭ ‬فرضت‭ ‬عليهم‭ ‬قوتها‭ ‬العددية‭ ‬وتجاهلت‭ ‬مقترحاتهم‭ ‬؟
‭ ‬فقد‭ ‬صار‭ ‬السؤال‭ ‬الأكبر‮:‬‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬ينتظر‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬قرارات‭ ‬جريئة‭ ‬تبرئ‭ ‬ذمتها‭ ‬من‭ ‬تجمعات‭ ‬المصالح‭ ‬وكرتيلات‭ ‬الربح‭ ‬الفاحش‭ ‬والتغول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بعد‭ ‬التغول‭ ‬السياسي؟
‬لماذا‮ ‬يرفعون‮ »‬مناقير أملهم‮« ‬نحو السماء في‮ ‬انتظار حل لا تستطيعه الحكومة ولا تريده؟
لماذا لا‮ ‬يقدمون طلبهم لحكومة تملك عروضا تعرضها عليهم وقتَ‮ «‬السوق الديموقراطي‮ ‬الكبير‮» ‬ولا تملك‮ ‬التجاوب مع ما‮ ‬يطلبونه وما‮ ‬يقدمونه من طلب؟
هذا هو السؤال....".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.