وحده ربيع الأبلاق، الذي أدانته المحكمة الابتدائية بالحسيمة بأربع سنوات حبسا نافذا بسبب إهانة وتحقير المؤسسات الوطنية والدستورية، من تجتمع فيه كل التناقضات والأضداد! فهو مدمن مخدر الكوكايين الذي يمتهن التدوين الافتراضي في شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام البديل، وهو مرفوع رفعة "التبواق". وربيع الأبلاق هو الشخص الوحيد أيضا الذي استفاد من عفو ملكي سامي، بعد التورط في أعمال التحريض على ارتكاب جنايات وجنح ضد الأشخاص والنظام العام في أحداث الحسيمة، وعندما خرج من السجن تنكر وازدرى مؤسسة العفو، بل وعاود الحنين لتعاطي مخدر الكوكايين. وفي مقابل ذلك، لم يكن ربيع الأبلاق الوحيد الذي استفاد من دعم المال العمومي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لكنه وحده من بدد منحة المال العام في استنشاق الكوكايين وتحمل وخز إبرة الإدمان، فأضاع معه محل بيع الألبسة الجاهزة بمدينة الحسيمة الذي تم تمويله من طرف دافعي الضرائب المغاربة. ولم يكن وحده ربيع الأبلاق الذي حاول النهوض مجددا بعد إفلاس وكساد تجارته الأولى، لكنه يبقى الشخص الوحيد الذي حاول تسيير تجارته الثانية ( مقهى شعبي بالحسيمة) بنفس عقلية "البيضا" و"البولة حمرا" وغيرها من ضروب ومسببات الإدمان. كانت هذه التوطئة التعريفية ضرورية ليدرك الرأي العام جيدا "بروفايل" ربيع الأبلاق، الذي يحاول أدعياء النضال تقديمه بكثير من التدليس والتحايل على أنه "مناضل وناشط حقوقي يصدح بمطالب المغاربة"! بل إن هذه الورقة التشخيصية كان لا بد منها لكشف وكالة الأنباء الفرنسية التي ادعت في قصاصتها أن مدمن كوكايين حكم عليه القضاء المغربي بسبب "انتقاد" الملك!! ومن باب التناقض وانعدام المهنية، أن وكالة الأنباء الفرنسية نشرت في نفس اليوم، أي الاثنين 25 أبريل الجاري ، قصاصتين: الأولى أفردتها للمعارض التركي عثمان كافالا التي قالت أن القضاء التركي أدانه بالسجن مدى الحياة بسبب "محاولة إسقاط الحكومة"، والقصاصة الثانية خصصتها لربيع الأبلاق التي قالت أن القضاء المغربي أدانه بأربع سنوات بسبب "انتقاد "الملك! فهل أصبحت الوكالة الفرنسية الرسمية للأنباء تساوي في التغطيات الإخبارية بين المعارضين السياسيين ومستهلكي المخدرات الصلبة؟ وهل وكالة فرانس بريس أصبحت تهتم بمن يسجل فيديوهات القذف وهو "مقطوع" مثلما تهتم بالمعارضين السياسيين للأنظمة والحكومات؟ وهل يستأثر الحكم القضائي الصادر في حق ربيع الأبلاق باهتمام الرأي العام الفرنسي لتنشر وكالة AFP خبرا عنه مشوبا بتحريف وتزوير موجبات الإدانة؟ أم أن فرانس بريس لا تهتم إلا بما يتماهى مع أطماع "الدولة الفرنسية العميقة"؟. وإذا كانت فرانس بريس قد حاولت الخلط المتعمد بين ربيع الأبلاق المدمن، وعثمان كافالا المعارض، فإن الجواب الدولي كان صادما! فالولايات المتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي والعديد من المنظمات والهيئات الدولية علقت على الحكم الصادر على المعارض التركي والقاضي بحرمانه من الحرية مدى الحياة، بينما لم يكترث أحد منهم بالحكم القضائي الصادر في حق مدمن الكوكايين ربيع الأبلاق.