تفاعلا مع قضية الطفل ريان الذي عثر عليه ميتا يوم أمس السبت، بعد سقوطه في بئر على عمق 32 مترا بقرية إغران في إقليمشفشاون، والتي هزت العالم، كتب عبد الحميد جماهري مدير نشر جريدة الاتحاد الاشتراكي، عمودا ضمن عدد يوم غد الاثنين 7 فبراير الجاري، من الجريدة، بعنوان "ريان: أنا الطفل المدلل للمعجزة، هذه وصيتي". وكتب جماهري: "ريان وحد الآهات َّوحد الأمم الحزينة .. ومات. لأن الجنة، ليلة السبت تلك كان ينقصها ملاك وتنقصها نجمة.. الملاك ترك وصية: أحبوا بعضكم احفروا عميقا في قلوبكم تجدونني.. علموا أبناءكم أنني الطفل المدلل للمعجزة.. ُ وأني في غياهب الجب ..كْنُتكم جميعا! علموا أبناءكم أن الملك في البلاد رب الأسرة الكاملة. وأن قلبه الشاسع والقوي وحده كان يستطيع أن يخبر أبناء شعبه بنعي الطفل الريان.. فمن سوى القلب القوي ينوب عنا في تحمل أول هذا الألم الكبير . علموا أبناءكم أنه لا الشيء يعلمنا مثل الألم.. أن الوطن حين يدافع عن حياتي، تصفق البشرية كلها وأن الوطن عنزة تنتظر عودتي وترعى في غيابي عشب أحبتي وأن أمي صديقة البشرية، ترفع لها الدعوات وصحن ماء من نهر المحبات.. هنا من حوض النبي.. وأن صورتي على قلب أمي، فلا تمسوه بألم بعدي.. علموا الآخرين أن يتعلموا لغة القلب العميقة والإنسان علموا البلاد أن الأطفال يعطون الدروس ابتداء من السنة الخامسة... ويعلمون البشرية حب بعضها ابتداء من فجر العمر.. ً لم تكتمل المعجزة، لكن الألم ربح وحدة لقياس قامته وقياس طوله الفارع: 32 مترا في باطن الأرض الأطفال يعرفون الآن أن طريق الجنة تمر عبر قرية في شفشاون وجسد قليل في بئر.. وصارت ثلاث كلمات على لسان الطفل المصقول بالرجاء، قاموس الناس منذ آدم... يا الله يا أبي يا أمي يا الله يا أمي يا أبي.. جعت بردت انكمشت عشت اختنقت تعلمت بكيت حمدلت بسملت دعوت وتقلصت وتمددت وتكوكبت مللت سئمت سكنت أفقت غفوت سهوت نشجت أغمي علي عرقت نشفت دعوت دمعت سكت صرخت لكني ما يئست وقد سمعت ُ جبال بكامله سِّير لي وتحركه إرادة الحياة في بلادي.. كان الجبل سخيا معي، أسعف المنقذين.. الجبل كان أقرب نقطة إلى الجنة يمتد إلى تراب السماء! البشرية برمتها رأت نفسها في أعماق بئر خاوية البشرية أطلت على ذاتها، وتحسست ما تبقى فيها من جمال وأيقظت قلبها.. ريان أيها الطفل المدلل للمعجزة لم تكتمل المعجزة لكن الحب الإنساني الرفيع، أينع ليل نهار بالقرب من جسدي المحتضر.. الملاك تركت وصية:أحبوا أطفالكم... أحبوا عمي علي الصحراوي: الرجل الأسمر الجنوبي، لا تتركوه يسقط في بئر النسيان وكثيرين أمثاله.. أحبوا رجال الإنقاذ احبوا القوات المساعدة أحبوا رجال الأمن أحبوا الوقاية المدنية أحبوا موهبتهم في مصارعة الطبيعة والقدر المرعب للتراجيديا.. لا تختبروا قوة الأمهات بالقسوة.. لا تختبروا صبر الآباء بالصمت لا تسايروا غرائز بعضكم في الفرجة وإن كنتم قلة علموا بعضكم أن من عاش منكم عاش بعد أن مات طفل في السن ال5 من العمر. وأنكم رأيتم الجبال تتحرك، لتفسح الطريق للأبطال البسطاء ورأيتم كل البشر يطل على بئر في ذاك الجبل وأن ريان طفل البشرية وأني الولد الطين وأن أمي صانعة الفخار والافتخار وأني كنت هدية أبي إلى السماء والملائكة وأني علمتكم حب بعضكم وعلمتكم الفلسفة، بعد أن علمتكم أمي الشعر.. وعلمتكم الحزن بعد أن علمكم أبي الصبر... في قلبي الصغير اجتمعت طفولة العالم كلها من غزة إلى تازة الى تيبازة .. وتوحدت الشعوب كلها وتوحدت الديانات كلها وعلموهم أنني عشت بمغربيتي إلى آخر.. المعجزة".