منذ حوالي 55 ساعة لازالت مجهودات فرق الانقاذ متواصلة من أجل إخراج الطفل ريان، الذي قضى يومه الثاني في قعر ثقب مائي يصل إلى 32 مترا، بقرية إغران بجماعة تمروت بإقليم شفشاون. وفي تصريحات صحفية، تقول الأم إنه بعد زوال يوم الثلاثاء، تفقد أفراد الأسرة الطفل ولم يجدو له أثرا، وبعد بحث طويل من طرف أفراد العائلة، سُمعت آهات قادمة من الجب المتواجد بجانب سكناهم. ريان قضى ليلته الأولى في قعر الجب وهو يقاوم العطش ونقص الأوكسيجين، قبل أن تصل الجهود الأولى لغوث ريان، من عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والدرك، مؤازرين بالعشرات من شباب المنطقة، وبإشراف من السلطات الإقليمية. صباح اليوم الموالي، الأربعاء، أنشئت لجنة لليقظة لتنسيق جهود الإنقاذ، ووضعت في البدء خطة انتشاله من فتحة الجب، لكن بسبب ضيق قطر البئر، والذي يصل إلى حوالي 30 سنتمترا في بعض مقاطعه، فشلت كل المحاولات الأولى لانتشاله من حيث سقط. بالموازاة مع ذلك، عملت الوقاية المدنية على إنزال كاميرا تستعمل في مهام الغوث للتأكد من الوضع الصحي للطفل ريان وللتواصل معه لإبقائه واعيا، كما تم إنزال أنبوبي ماء وأوكسجين، وتم تزويده بهاذين المادتين الحيويتين لإطالة صموده في انتظار انتشاله حيا. وبحذر واحتياط كبيرين، ثم وضع خطة ثانية تقضي باستعمال آليات ثقيلة للحفر بشكل متوازي ومائل مع الثقب المائي، مخافة أن تتسبب عمليات الجرف في انهيار البئر، حيث تواصلت طيلة الأربعاء عمليات الحفر، لكن المهمة ليست سهلة بالتأكيد، فعمق 32 مترا يعادل علو بناية من 10 طوابق أو يزيد. وجرت محاولتان جديدتان لانتشاله من فتحة البئر بمشاركة متطوعين من جمعية شفشاون لهواة الاستغوار، لكن ضيق قطر البئر حال دون نجاح العملية. ويتابع المغاربة بتأثر كبير جهود إنقاذ الطفل ريان، حيث أبدى الآلاف من المواطنيين تضامنهم و تعاطفهم، ونشرت عشرات الصفحات الفيسبوكية، تغريدات تدعو إلى التضامن مع ريان وعائلته بصوت واحد "أنقذوا الطفل ريان". واليوم الخميس ليلا، ما زالت جهود الحفر متواصلة، حيث فاق عمق الحفرة الموازية أكثر من 22 مترا، مع الحرص على إحاشة جوانب الحفرة لتفادي أي انهيار محتمل يفاقم الوضع سوءا، كما حلت بعين المكان مروحية طبيعة تابعة للدرك الملكي لنقل الطفل بمجرد انتشاله من البئر إلى أقرب مستشفى لتلقي العناية الطبية اللازمة، وتم وضع سيارة إسعاف بطاقم طبي متخصص في الانعاش على أهبة الانطلاق.