عرضت القناة الثانية المغربية، مساء يوم أمس الأربعاء، شريطا وثائقيا بعنوان "خبايا قضية بيغاسوس"، كشفت فيه ولأول مرة عن تفاصيل مثيرة، بشأن أكثر القضايا إثارة للجدل التي تفجرت في الصيف الماضي والتي استهدفت صورة المملكة المغربية ومؤسساتها الأمنية. ويتعلق الأمر بحملة التشهير الشنيعة التي قادتها عدة وسائل إعلام أجنبية ضد المملكة المغربية، وخاصة الفرنسية، متهمة المغرب باستخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي تنتجه شركة NSO الإسرائيلية وذلك بدون الإدلاء بأدلة قاطعة أو إثباتات تقنية تتبث هذا الادعاء. وحسب مضمون التحقيق، فإن الحملة الإعلامية الواسعة التي استهدفت المغرب، تدخل في إطار عملية مدبرة للنيل من المغرب وزعزعة استقراره ووضعه الريادي بالمنطقة، ناهيك عن استهداف مؤسساته الأمنية التي أثبتت نجاحا منقطع النظير في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة في العالم. وفي هذا الصدد أكد مجموعة من الخبراء في مختلف المجالات، لمقدم البرنامج، أن حملة التشويه التي كانت موجهة ضد المملكة لم يستند أصحابها إلى أي أدلة. وفي هذا الإطار قال آلان جويليه، الخبير الأمني، والرئيس السابق للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، إن الإدعاءات المطروحة لم تستند على أي دلائل أو حجج تبين أن المغرب تجسس على بعض الأشخاص عبر برنامج "بيغاسوس"، مشيرا إلى أنها مجرد اتهامات تفتقد للمصداقية. وذكّر ذات الخبير بقضية "وثائق بنما"، التي اعتمدت التحقيقات الصحافية آنذاك على حجج ووثائق رسمية أتبثت صحة ما تم نشره، على عكس قضية بيغاسوس، التي تفتقد لبراهين تمكنها من تأكيد ما نشر من أكاذيب من طرف وسائل الإعلام حول هذه القضية. وفي نفس الإطار أكد هؤلاء الخبراء أن هذه الحملة الشرسة التي شنتها الكثير من وسائل الإعلام الأجنبية على المغرب تشير إلى أن هذا الأخير أصبح مزعجا لعدد من الدول التي ترى أن مصالحها في خطر وقد يكون دخل مرحلة القدرة على المس بمصالح جهات معينة لها وزن كبير على الساحة الدولية. وأشار ذات التحقيق إلى أن المملكة المغربية كذبت جميع هذه المزاعم والإشاعات التي رافقت قضية "بيغاسوس"، حيث رفعت دعوى قضائية ضد مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية بتهمة التشهير.