قال الفريق مايكل فلين، قائد العمليات الأمريكية الاستخباراتية خلال حرب العراق في عام 2003، بأن غزو هذا البلد العربي كان خطأ فادحاً سيجلب عقاباً قاسياً. واعتبر الجنرال الأمريكي، أنه لو لم تقم الولاياتالمتحدة بغزو العراق لما ظهر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي. وقال في حديث لصحيفة Der Spiegel الألمانية، إن “ذلك كان خطأ فادحاً، فمهما كان صدام حسين قاسياً كان القضاء عليه غير صحيح. والشيء نفسه يخص القذافي في ليبيا التي باتت اليوم دولة فاشلة”. وأضاف أن “الدرس التاريخي الكبير يتلخص بأن غزو العراق إستراتيجياً كان قراراً سيئاً بشكل لا يصدق. ولن يكون التاريخ متساهلاً إزائنا”. وكان الفريق مايكل فلين (56 عاماً) قد خدم منذ عام 2004 حتى 2007 في أفغانستانوالعراق، حيث ترأس المخابرات بالاشتراك مع قيادة العمليات الأمريكية الخاصة، وتولى عمليات البحث عن أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق ومؤسس “داعش”. وقال فلين، إن الولاياتالمتحدة كانت دائماً تسعى إلى القضاء على الرأس، معولة على أن خلفه سيكون أضعف، إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً، إذ حل بدل أسامة بن لادن والزرقاوي أبو بكر البغدادي “الأكثر دهاء وخطراً”، والذي رفع مستوى الأزمة الإقليمية إلى مستوى حرب طائفية عالمية. واعتبر فلين، أن الولاياتالمتحدة ارتكبت خطأ عندما أوقفت ومن ثم أخلت سبيل البغدادي العام 2004، “كنا أغبياء جداً، إذ لم نفهم حينها مع من نتعامل”. ولفت الفريق الأمريكي إلى أن هناك “في كل دولة أوروبية خلية (تابعة لداعش) خاصة، ومن المحتمل أن يكون الشيء نفسه في الولاياتالمتحدة.. مازلنا لا نستطيع العثور عليها”. ولفت إلى أنه من غير الممكن القضاء على “داعش” من خلال الضربات الجوية فقط، إذ يتطلب الأمر شن عملية برية، فضلاً عن ضرورة التعاون البناء مع روسيا، “فروسيا قررت التصرف في سوريا عسكرياً، وهذا غير الوضع جذرياً. ولم نعد نستطيع الحديث عن أن روسيا سيئة ويجب أن تذهب.. هذا لن يحصل.. فلنكن واقعيين”. كما انتقد مدير المخابرات العسكرية الأمريكية السابق عدم رغبة الولاياتالمتحدة بالتعاون في المسألة السورية قائلاً إن “الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يأتي إلى واشنطن ويطلب مساعدة عسكرية. واعتبر ذلك أمراً غريباً.. نحن من كان يجب أن يذهب إليه منذ زمن بعيد وأن نقدم الدعم لفرنسا”. واعتبر أن هذا الموقف الأمريكي أجبر هولاند على الاتفاق مع موسكو.