شجبت العديد من الفعاليات الوطنية والدولية، موقف محكمة العدل الأوروبية من الاتفاقيات الغذائية التي تربط المغرب بالاتحاد الأوروبي، لما تكتسبه هذه المواقف المتكررة من أبعاد ذات طابع سياسي وليس قانوني. وبينما أكد الكثير من الخبراء والعارفين بقواعد اللعبة، أن مواقف هذه المحكمة لا تخدم مصالح الاتحاد الأوروبي، ولا تأخذ بعين الاعتبار الأمن الغذائي العالمي، وما يجب أن تكون عليه تعاقدات البشر على الكرة الأرضية،ذهب آخرون بأن هذه المؤسسة أصبحت، للأسف، تسيء إلى الأحكام القانونية ومرجعيات العدالة والإنصاف، اللذين يجب أن تستند عليهما المحاكم عبر العالم، ولذلك لابد من تحرك أوروبي لتطهير دواليب هذه المحاكم،من اولئك السياسيين الذين يرتدون لباس القاضي، ويسيئون لصورة العدالة الانسانية. والى حدود هذه الرؤيا فالمدافعون عن المصالح المغربية والأوروبية هبوا من كل المشارب والجنسيات، ليتحدثوا بلغة القانون والخبرة، ويدافعوا عن مستقبل الإنسانية وأمنها الغذائي. كما لم يتوان الذين حركتهم الغيرة والوطنية، ليدافعوا عن مصالح بلادهم ويردوا عنها هجمات الاعداء وكيد الكائدين، ولو عبر تدوينات وتغريدات، او عبر مقالات وكتابات وتصريحات لهذه الجهة او تلك. لكن الضباع المتوحشة التي تعيش بعيدة في الادغال الموحشة، او تلك التي تقوم بأدوار مصاصي الدماء بين الجدران المخيفة، لا يمكن أن تترك فرصة مثل هذه، دون أن تنهش لحم هذا الوطن او تمص دمه. وكذلك اعتاد أن يفعل علي المرابط وفؤاد عبد المومني اللذين حادت اقلامهم ونواياهم عن جادة الصواب، وكذلك ظهرت فئات ممن حاولوا يوما أن يمارسوا مهنة الصحافة، فسقطوا في أول امتحان، كسامية الرازوكي أو المحجوب مليحة، الذين ارتموا في أحضان التدوينات المسيئة للوطن. ومثل هؤلاء لا يمكننا أن نطيل الحديث في شأنهم، لكن لا بأس أن نذكرهم هنا بما قاله شيخ صوفي لأحد السائلين،حين طلب منه توضيحا بخصوص من يمتلك نعمة "البركة"، هل هي الأغنام أم الذئاب؟، فأجابه الشيخ بهدوء: أنظر يابني كم من الاغنام على وجه البسيطة، وكم هو عدد الذئاب بالرغم من أن النعاج لا تنجب في تكاثرها أكثر من ثلاثة أكباش، وأن البشر يقتات على لحومها، بينما الذئاب تلد ما يفوق السبعة جراء وهي تائهة في الادغال،وسر غياب نعمة البركة والتواجد، أنه بينما تأوي الخراف لترقد أول الليل مطمئنة في زريبتها، فتدرك معنى السكينة والطمأنينة،لا تكف الذئاب عن العواء طول الليل، وهي غير آمنة ..ومن تم هجرتها نعمة البركة .