أكد المحلل السياسي، محمد بودن، أن قرار السلطات الجزائرية بقطع العلاقات مع المغرب، عمل غير ودي تجاه إرادة الشعوب المغاربية التي ظلت تطمح لتحقيق الحلم المغاربي. وأوضح محمد بودن في تصريح لموقع "برلمان.كوم"، أنه وبالرغم من أن القرار الجزائري لا يمثل مستجدا بفعل تدهور العلاقات بين البلدين منذ سنوات، إلا أنه يمثل اكراها كبيرا أمام العمل الجماعي في المنطقة. وأضاف بودن، أن قرار السلطات الجزائرية بقطع العلاقات مع المغرب، يعاكس منطق التاريخ المشترك والدين واللغة وغيرها من القواسم المشتركة، ويجر المنطقة إلى الخلف، بل يؤكد أن مروحة الاشارات الجزائرية معطلة ولا تلتقط الاشارات، لا في الداخل ولا من الخارج، فضلا عن كونها غير قادرة على تطوير معالم سياسة خارجية مثمرة. وقال المحلل السياسي، إن قطع العلاقات يمثل الوجه السلبي للعلاقات الدولية، والجزائر عملت بشكل منهجي على تدهور العلاقات بين البلدين، وعلى عدم اعتبار مبادئ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشوون الداخلية للدول، مشيرا إلى أن تمسك المغرب منذ سنوات برغبته في الحوار مع الجزائر وكان سباقا لدعوة الجزائر لحوار بجدول أعمال مفتوح، لكن الجزائر ظلت مترددة في الرد ولم تقدر هذا الجهد، بل فضلت خيار جمود العلاقات المغربية الجزائرية في أدنى مستوى لها وهذا واضح على مستوى أرقام التبادل التجاري بين الدول المغاربية، وعدم وجود معبر انساني يؤمن اللقاءات العائلية بين مواطني الحدود الشرقية للمغرب والغربية للجزائر. وأشار المحلل إلى أن المغرب أقام الحجة على السلطات الجزائرية في أكثر من مرة عبر سياسة اليد الممدودة، وعرض المساعدة على الجزئر لمواجهة الحرائق الأخيرة، لكن الجزائر لم ترغب في مسار يمكنه أن يؤدي إلى أفق تصالحي بين البلدين، مضيفا "في الواقع غابت عن بصيرة الدبلوماسية الجزائرية الفرص التي كان بالامكان تحقيقها بالنقاش والتشاور حول القضايا العالقة، وفصل الآثار السياسية لواقع العلاقات عن الآثار الإنسانية والاقتصادية وتحمل الأعباء الأمنية بشكل منسق". واعتبر بودن، أن قرارات السلطات الجزائرية لم تكن جادة ومستعدة لمباشرة الحوار، الذي يلزمه قدر كبير من الواقعية والمساعي البناءة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب، فبعدما كانت الجزائر تؤكد أنها لا علاقة لها بملف الصحراء المغربية، لم تكتفي الجزائر بإصدار مواقفها بل تجاوزت ذلك للمس بمشاعر الشعب المغربي الذي يتبنى ملف الصحراء كمسألة وجودية عبر جعل دبلوماسيتها واعلامها في خدمة ما يضر بأسبقيات المغرب وقضيته الأولية. وأشار بودن إلى أن، المغرب يتطور في محيطه حقيقة لا جدال فيها، ولذلك فالجزائر ليس لها اليوم أن تتهم المغرب او تزعم بتدخله في سيادتها، لان الحدود مغلقة والعلاقات تم قطعها من جانب واحد، مؤكدا في الوقت ذاته، أن المغرب بدون شك سيلعب دوره كاملا مع الشعب الجزائري، وسينظر للمستقبل، طالما أن الواقع لا يسمح بابتعاد المغرب عن جيوبوليتيك المنطقة.