يبدو أن دور خارجية دولة الجزائر الجارة الشرقية، خلال أزمة جائحة كورونا التي عصفت بالعديد من المواطنين بسبب عجز الدولة عن توفير الاكسجين والمعدات الطبية بالمستشفيات، بدأ يقتصر فقط على توجيه الشكر للجالية الجزائرية بالخارج التي أصبحت تقوم بدور الدولة التي وقفت عاجزة أمام هذه الجائحة، ودفعت بالرئيس تبون لتفويض صلاحية تدبيرها للمواطنين. ورغم أن الجزائر تتوفر على ثروات غازية ونفطية فقد لجأت للتسول (السعاية) واستجداء مواطنيها بالخارج لمساعدتها على توفير أبسط شروط التطبيب والعلاج داخل المستشفيات، في وقت ظل فيه الرئيس عبد المجيد تبون كلما أتيحت له الفرصة يتغنى بجزائره الجديدة ويدعي توفرها على أفضل نظام صحي في إفريقيا، قبل أن تعري أزمة كورونا واقع البلاد التي تتخبط في العديد من الأزمات المعيشية والصحية، وتكشف أكاذيب تبون وحاشيته. ونشرت سفارة الجمهورية الجزائرية لدى دولة قطر بيانا تقدمت فيه بتحيات وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى كافة أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، وإشادته بتضامنهم مع بلادهم في مجابهة وباء فيروس كورونا، من خلال تقديمهم للدعم والمساندة للدولة وإنقاذ أرواح المواطنين، فيما وجه لعمامرة أيضا تحياته إلى الجالية الجزائرية بالخارج على ما أسماه الهبة الوطنية الرائعة التي ضاعفوا من خلالها التزامهم وتفانيهم من أجل دعم بلادهم في مجابهة وباء فيروس كورونا المدمر. وبفرنسا، نشرت سفارة الجزائر بيانا تدعو فيه أفراد الجالية الجزائرية إلى الالتزام بشروط جمع التبرعات من خلال الاتصال بالممثليات القنصلية المختصة إقليمياً لغرض طلب إصدار إذن بجمع الهبات والتبرعات، مع ضرورة تسليمها عبر قنصليات البلاد بفرنسا لوزارة الصحة الجزائرية والتي ستشرف على توزيع المعدات الطبية والمواد الاستهلاكية والمنتجات الصيدلانية التي تم جمعها وفقًا لتقييمها للاحتياجات على المستوى الوطني، مما يوضح بشكل جلي بأن الدولة ممثلة في وزارة الصحة قد عجزت بشكل كلي عن تدبير هذه الجائحة وأصبح أملها معلقا على جاليتها من أجل إنقاذ البلاد وتجنيبها الكارثة بسبب سياسة السلطات الفاشلة في مواجهة كورونا.