كلما حلت مناسبة عيد العرش في المغرب، إلا وتحركت كل الجهات المعادية لمصالحه ولنهضته التنموية، لتعلن كل حسب وسائلها ومنهجيتها، حملات تهدف أساسا إلى التشويش على هذه المناسبة الوطنية، وإلى محاولة تغليط الرأي العام الدولي حول واقع الحال في المغرب. ولكأن مناسبة عيد العرش أصبحت بالنسبة لبعض حملة الضغائن والمكائد عبارة عن موسم للاستيقاظ والعودة، كما هو حال الثعابين والأفاعي أثناء عودة الدفء والحرارة إلى الطقس، حيث تهم بمُغادرة أوكارها وجحورها، بحثا عن الغنائم وعن التكاثر، بعد قضائها ليالي السبات والرقاد، أثناء فترات البرد والصقيع داخل الشقوق أو تحت أكوام الأخشاب و المتلاشيات. ولعل منظمة "فوربيدن ستوريز Forbidden Stories"، المتخصصة في نشر المقالات و الروبورتاجات الصحفية الممنوع نشرها داخل محيطها، أصبحت راعية للأعمال المربحة مهما كانت مضرة بمصالح الدول الأخرى، ضدا على شعارها المزعوم بكونها منظمة غير ربحية. فهذه المنظمة، التي من المفترض أنها متخصصة في الإنجازات الصحفية، بعد أن ضاق بها الحال في تحمل مصاريف تسييرها، التجأت الى اللعب بأسلوب الكيل بمكيالين ضدا عن الرسالة التي أسست من أجلها. فبعد ما كتبته هذه المنظمة، ظلما وبهتانا، حول المملكة المغربية، أياما قليلة قبل عيد العرش لسنة 2020، هاهي تطل علينا بأنيابها المشحونة بالسم الزعاف، لتذكرنا أنها جعلت من هذه المناسبة فرصة لاستعراض مزاعمها في شكل تقارير مغلوطة ومضللة. إن التقرير الصادر عن منظمة "فوربيدن" يجعل من الجهاز الأمني المغربي مؤسسة قوية على المستوى العالمي، لأنها تتمكن من الحصول على المعلومات بشكل سريع ومتطور، وهو أمر مشرف، كيفما كان الحال، للأجهزة المغربية الحريصة بيقظتها وحرصها على حماية أمن المغرب وباقي الدول الشريكة، إلا ان العسل الذي تقدمه هذه الجهات المضللة يحتوي على ما يكفي من السم، ليكشف حقد هذه المنظمة والجهات التي تمولها، على استقرار المغرب وأمنه وعلى كفاءة أجهزته الأمنية. فلكأني بهذه الأجهزة، التي تكلف ملايين الدولارات، اشتراها المغرب فقط لتوظيفها من أجل الحصول على معلومات تخص 35 صحفيا، حسب التقرير التافه لهذه المنظمة. وبالتالي، فهل يعقل أن يستثمر تاجر، مهما كان أخرقا، أموالا كثيرة من أجل سوق لا يتعدى زبناؤها 35 صحفيا، وبضعة محامين وشخصيات معدودة على رأس الأصابع؟ وهذا لعمري هو منتهى الغباء في صياغة التقارير المعادية. لكن أخطر ما في هذا التقرير هو كيف استطاع منجزوه أن يحصلوا على كل هذه المعطيات. فإما أن يكون لهذه المنظمة جهاز تجسسي أدق وأقوى، مكنها من التجسس على "البيغاسوس البئيس للمغرب"!! وإما أن جهاز "بيجاسوس" المزعوم خادع وخائن بما يجعله يتجسس ايضا لصالح جهات أخرى ويسلمها كافة العمليات!! بل إن الأرقام التي اعطتها هذه المنظمة من شأنها أن تزرع الشك والريبة أن وراء "متجسسينا" متجسسون باسم منظمة فوربيدن. وذاك أمر محير جدا. وبما أن هذه المؤسسة قررت أن تندد ضد العمليات المخابراتية للمغرب، فلماذا لا تدحض نفسها ضد التخابر والتجسس ضد المغرب وأجهزته؟ وهنا يمكن أن نتوقف لحظة، لنسخر من تفاهة التقرير التجسسي الذي أنجزته منظمة تحارب التجسس في العالم. والمؤكد من مضمون التقرير التافه، أنه يشير بالإصبع الى عمليات مخابراتية مزعومة ضد المصالح الجزائرية، وزراء وصحافيين ومعارضين، وكأن المغرب يخبط خبط عشواء ضد كل من يجده في طريقه، فلا صديق ولا عدو ولا حتى عميل يأخذه بعين الاعتبار. إن منظمة فوربيدن التي تتباهى باطلاعها على عمليات تجسسية واستخباراتية محددة، ما عليها اليوم إلا أن تعلن نفسها وكالة استخباراتية على المستوى الدولي، كي لا تستمر في استحمار الرأي العام الذي توجه إليه تقاريرها. إن الخلاصات التي يمكن كشفها من خلال هذا التقرير هي بتلخيص: * إنه ممول من طرف جهات كالمخابرات الجزائرية، ما دام هاجسه الرئيسي كان هو المصالح الجزائرية. -كما أن هذا التقرير صيغ بطريقة بليدة، لأنه يدعي محاربة العمل الاستخباري، بينما يرتدي رداء استخباراتيا محضا. * إن هذه المنظمة اختارت مناسبة عيد العرش كعادتها لتشوش على احتفالات المغاربة وفرحتهم فقط. -إن يقظة الأمن والأجهزة المغربية أزعجت كل أعدائه مما جعلهم يحتمون بالتقارير التافهة. -إن حق الوصول إلى المعلومات من أجل حماية أمن وسلامة العالم لا يجادل فيها أحد، وقد أعلنتها ألمانيا والولايات المتحدة دون خوف أو خجل، وفي هذا يمكن أن نستنتج أن هذا التقرير يخدم مصالح المغرب، إذا ما افترضنا صحة معطياته، فالمغرب قوي بالمعلومات التي يحصل عليها إذا كان بإمكانها خدمة أمن واستقرار الإنسانية. ‐إن بلادة هذا التقرير تكمن أيضا في كونه يستصغر قدرات الدول الجارة التي يجعلها لقمة سائغة وضعيفة امام قدرات المغرب الكبيرة. وأخيرا، فقد بدأنا حديثنا أن الأفاعي تخرج من جحورها زمن الدفء لتبحث عن الغنائم والتكاثر، ولكن لا يجب أن ننسى أنه، في حال جاءت موجة برد مُفاجئة، أو في غير أوانها، فإن هذه الثعابين تتعرض للموت انتحارا ما لم تجد جحرا أو ثُغراً قريباً.