في وقت أجمع المغاربة على المقاطعة التجارية والاقتصادية والخدماتية لكل المنتجات الإسبانية، وفي خطوة لم يحتسب لها الإخوة زعيتر عاقبة ولا حسابا، انحرف أبو بكر و عثمان وعمر أبو زعيتر عن الإجماع الوطني و شهروا تغريدة استفزازية ضد هذا الاجماع، حيث قرروا افتتاح مطعم للأكلات الخفيفة بإحدى المدن الإسبانية. ومباشرة بعد نشرهم للتغريدة الملعونة انطلق رواد الفضاء الأزرق في طرح تساؤلات كثيرة حول خلفيات هذه الاستفزازات في هذا التوقيت بالضبط، الذي يتسم بتوتر كبير في العلاقات المغربية الاسبانية، إضافة الى الحملات الاعلامية المسمومة التي تشنها الصحافة الرسمية في إسبانيا ضد المغرب وثوابته ومقدساته. وتساءل رواد التواصل عن الانتماء الحقيقي لهذين الأخوين، وهل هم مغاربة أم من جنسيات أخرى، ما داموا يغيبون الشعور الوطني ويفضلون اللهث وراء المال والربح الملعونين إذا ما قيسا بالأحاسيس الوطنية ومشاعر الإجماع والتعبئة. وبينما اعتبر الكثير من الساخطين ازاء هذه السلوكيات الرعناء أن القضية الوطنية هي أسمى وأقدس "مما يدعوننا إليه"، قال آخرون إن الدفاع عن هذه المسلمات واجب وطني ولا يجب التلاعب به أو استصغاره في هذه الظرفية الحرجة. فالاخوان زعيتر اللذين يرتعون في حياة الريع داخل التراب المغربي، وينعمون بخيرات الوطن، وفي نفس الوقت يسيرون في الاتجاه المعاكس، ليستفزوا الشعور المغربي ويوجهوا صفعات خبيثة لقيم ولكرامة المغاربة. والمؤكد أن عزة نفس المغاربة وإبائهم لن تتوقف عند مطالبتهم بعدم تمثيلنا في المنافسات الرياضية، بل بمطالبتهم ايضا، بعدم تدنيس هويتنا ورصيدنا التاريخي في القيم والأخلاق، والكف عن "النهيق والنعيق"، وبالالتزام بالصمت، على الأقل، عوض أن يصدحون بدنسهم عبر التدوينات والتغريدات في الفضاءات التواصلية.