من المرتقب أن تطلق، يومه الإثنين، إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، طائرة هليكوبتر مصغرة فوق سطح المريخ، في أول رحلة جوية بطائرة يتم التحكم فيها على كوكب آخر غير الأرض. وحسب وكالة "رويترز"، فمن المتوقع أن تكون البداية متواضعة لطائرة ناسا الهليكوبتر (إنجنيويتي) التي تعمل بالطاقة الشمسية. هذا وسترتفع الطائرة التي تزن 1.8 كيلوغرام، ثلاثة أمتار عن سطح المريخ، وستحلق في مكانها لمدة 30 ثانية، ثم تدور قبل أن تهبط على أرجلها الأربعة. ورغم أن هذه الأرقام المتواضعة قد تبدو بسيطة، تقول الوكالة نفسها، فإن "المجال الجوي" للرحلة التجريبية يبعد ب173 مليون ميل عن كوكب الأرض ويقع في قاع حوض فسيح في المريخ يسمى (حفرة جيزيرو). ويتوقف نجاح المحاولة على تنفيذ "إنجنيويتي" تعليمات الرحلة المبرمجة مسبقاً، باستخدام جهاز آلي للتحكم والملاحة. وفي هذا الصدد، قالت ميمي أونج، مديرة مشروع إنجنيويتي، في إفادة صحافية مؤخراً بمعمل الدفع النفاث التابع ل"ناسا"، قرب لوس أنجلوس، "حانت تقريباً اللحظة التي ينتظرها فريقنا". وتشبّه "ناسا" نفسها التجربة برحلة الأخوين رايت قبل 117 عاماً، واحتفت بتلك الرحلة التاريخية رغم تواضعها بتثبيت قطعة صغيرة من جناح طائرة الأخوين الأصلية، تحت اللوح الشمسي بالطائرة إنجنيويتي. وصلت طائرة الهليكوبتر إلى الكوكب الأحمر مربوطة بالمركبة "برسيفيرانس" التي أطلقتها "ناسا" إلى المريخ، ووصلت إليه في 18 فبراير الماضي، بعد رحلة عبر الفضاء استغرقت قرابة سبعة أشهر. ومن المنتظر أن تصل البيانات التي يؤكد نتيجتها مركز التحكم في المهمة بمعمل الدفع النفاث، نحو الساعة العاشرة والربع بتوقيت غرينتش، نقلا عن ذات الوكالة. وستتمكن "ناسا" من استقبال صور ولقطات بالفيديو لتحليق "إنجنيويتي"، حيث يأمل مهندسو الرحلة التقاطها بكاميرات مثبتة على طائرة الهليكوبتر والمركبة "برسيفيرانس"، التي ستقف على مسافة 76 متراً من منطقة الطيران. وإذا نجحت الرحلة التجريبية، فستقوم الطائرة بعدة رحلات جوية إضافية أطول في الأسابيع المقبلة، رغم أنها ستحتاج فترة راحة تتراوح بين أربعة وخمسة أيام بين كل رحلتين لشحن بطارياتها. وتتوقف الرحلات مستقبلاً على نجاح الطائرة في الهبوط على أرجلها الأربعة بسلام في المرة الأولى. وقالت أونج، "ليس بها نظام تصحيح ذاتي، لذا إذا واجهنا هبوطاً سيئاً في المرة الأولى فستكون تلك نهاية المهمة". ومن المخاطر المحتملة أن تهب ريح قوية غير متوقعة تفسد تحليق الطائرة.