اعتبر الخبير الاستراتيجي في الشؤون المغاربية وقضية الصحراء، عبد الفتاح الفاتيحي، أن الجزائر تعيش "حالة نفسية صعبة"، بعد أن خسرت كل معاركها الوهمية ضد المملكة المغربية، مردفا بالقول: "أنه بعد أن انتهت من معركة الادعاء أن المغرب يشكل خزانا للمخدرات بمنطقة شمال أفريقيا وعلى هذا الاعتبار الحدود مغلقة، تبين للمتتبعين للشأن السياسي أنها ليست "ورقة مربحة". وأوضح الخبير الاستراتيجي في تصريح ل"برلمان.كوم"، أن المغرب عرف تطورا في ملف حقوق الإنسان، بحيث زاره العديد من المراقبين الأمميين، في حين أن الجزائر ولحدود اللحظة ظلت ترفض استقبال أي مقرر أممي لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنها حاولت بعد ذلك توظيف قضية الصحراء المغربية وملف حقوق الإنسان من خلال الخطابات التي كان يقوم بها الرئيس المخلوع بوتفليقة، لكن كلها كانت منتهية الصلاحية. وبخصوص ورقة المزايدة في النزاع الإقليمي باعتماد جبهة البوليساريو، أكد الفاتيحي في هذا الصدد، أن المغرب ظل متحكما في الملف عبر انخراطه في مقتضيات وأحكام ما يتوصل إليه القانون الدولي، وكذلك ما تقوم به الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، وحافظ على التوازن في موقفه التفاوضي. ولفت الفاتيحي خلال حديثه، أن المغرب وبالرغم من الحملة العدائية لوسائل الإعلام الجزائرية التي لم يعد لها شيء للتحدث عنه سوى "التحامل الكاذب والدعاية السوداء" ضد المملكة المغربية، أبدى المغرب عن نية "اليد الممدودة" للجارة الشرقية لكنها لم تستجب للعرض. وشدد الفاتيحي على ضرورة الانتباه إلى أن الجزائر تعيش كذبة كبيرة مفادها أن هناك حربا على الحدود وتريد تحميل المغرب كلفة اقتصادية هائلة، خاصة أن الأمر يتعلق بالتخويف وبإثارة الفوضى والهلع بالأقاليم الصحراوية حتى لا تكون منطقة جذب للاستثمارات الدولية، لكن المغرب استطاع تحويل منطقة الصحراء إلى قبلة للمشاريع الكبرى، وخير دليل على ذلك افتتاح القنصليات والسفارات، "وهذا هو أكبر تهديد لمليشيات البوليساريو والجزائر"، على حد تعبير الفاتيحي.