أبان وزير العدل محمد بنعبد القادر عن جهل كبير لضوابط البرتوكولات ولأخلاق الممارسة السياسية أثناء حضوره لنشاط حزبي بمدينة الرشيدية، رفقة عدد من المنتخبين المنتمين لحزبه. فبسلوك فاضح لا يراعي أعراف المجتمع المغربي المحافظ، ظهر الوزير المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الى جانب المنسق الجهوي للحزب المزهو باسمه وكنيته "مولاي المهدي العلوي"، وهما يختالان وسط الضعفاء والفقراء من ساكنة قصر ملاعب في مراسيم استقبال حفوية غريبة ومخجلة، جسدا فيه بطواعية أحقر نماذج التطاول والتشبه بأسيادهما في المملكة المغربية الشريفة. فبدون مراعاة لأحاسيس المواطنين، لم يحرك الوزير ساكنا إزاء تصرفات المنتخب المزهو بنفسه "مولاي المهدي العلوي"، الذي جسد أساليب متنوعة من التمادي في الغطرسة والمغالاة في التكبر وهو يمد يده بكل برودة لأحد الحاضرين الكبار في السن لتقبيلها. iframe title="الوزير في حكومة الكفاءات بنعبد القادر نموذج في التزمت و"التكلاخ" وغياب الحس السياسي" width="500" height="281" src="https://www.youtube.com/embed/fIPdNcen0CQ?feature=oembed" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen="" وبدون احترام للإجراءات القانونية المفروضة في الوطن، ظهر عضو الحكومة وهو لا يحمل الكمامة، شأنه شأن باقي المرافقين والمنتخبين، كما لم يلتزم بالتباعد الاجتماعي سواء أثناء هذا الاستقبال او أثناء حفل العشاء المنظم على "شرف سيادته". وأمام أنظار رجال السلطة المحلية والاقليمية بالرشيدية وقصر ملاعب، عبث الوزير ومرافقوه بالإجراءات القانونية المعمول بها وبالقيم البروتوكولية المتعارف عليها في بلادنا في صورة أقل ما يمكن وصفها به أنها فوضوية وتذكر بأزمنة الانفلات والتسيب. كما بدا الوزير ومرافقوه مبتهجون بضعف الساكنة وفقرها في ظل أجواء احتفالية بالليل تم فيها تقديم التمر والحليب، وترديد الأناشيد والزغاريد وإعلاء الأدعية والتهليل. بنعبد القادر ورفاقه رددوا بحرارة وتصفيقات عالية نشيد " اتحادي اتحادي اتحادي شنوا ثورة على الأعادي... اتحادي اتحادي اتحادي، كسروا أيد الأعادي..." وسنفدي دماء المهدي (بنبركة) وعمر (بنجلون)". فعن أي أعداء يتحدث بنعبد القادر وزير العدل الاتحادي؟ وما هي الدماء التي ينادي بسفكها فدية للمهدي وعمر؟ وما هي الجهات التي يريد بنعبد القادر الانتقام منها؟ ومما زاد في الطين بلة وبعثر لوردة الاتحاد الاشتراكي بتلاتها وأوراقها، ان الوزير محمد بنعبد القادر خرق حالة الطوارئ الليلية المفروضة في البلاد، وتنقل للأنشطة الحزبية بسيارات الدولة مما يشكل ضربا خارقا للقوانين وللقواعد الحزبية والسياسية والحكومية، علما ان الوزير مكث يومين كاملين بالرشيدية في فندق فخم. وقد يكون من شبه المؤكد ان فاتوراته تمت تأديتها من ميزانية الدولة تحت ستار نشاط الحكومي دام بضع ساعات. فهل سيؤدي الوزير محمد بنعبد القادر الغرامات الواجب استخلاصها للدولة بسبب عدم حمل الكمامة والتزام التباعد الاجتماعي؟ وهل سيؤدي غرامات تنقله ليلا في ظل حالة الطوارئ وتشجيع الغير على الاقتداء به؟ وهل سيلتزم الوزير بالحجر الصحي المفروض بعد تعدد الاختلاط، خاصة انه تنقل كثيرا ومارس انشطة متنوعة وسط العشرات من المواطنين؟ وهل سيقوم الحزب بإصدار تأديبات وعقوبات للوزير والمنتخب المغرور بنفسه، وإلزامهما بالاعتذار للمغاربة جميعا ولساكنة الرشيدية خاصة؟ فما لم يتحرك الحزب بإصدار بيان توضيحي فلنا أن نستخلص الواجب استنتاجه، ومنها ان حزب النضالات التاريخية قلب الطاولة على القيم والأعراف والقوانين. وما رأي رئيس الحكومة في الموضوع، هو الذي يحث المغاربة على ضرورة احترام تدابير الحجر الصحي وحالة الطوارىء، في الوقت الذي يعربد فيه وزيره بنعبد القادر في أفقر جهات المملكة؟.