تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع مقطع فيديو لطفل يتحدر من قرية إكمير آيت عباس بإقليم أزيلال، وهو يسأل المواطنين "المحسنين" بأن يوفروا لهم بالدوار بعض الملابس والأغطية لمواجهة موجة البرد القارس، وقساوة الجو والثلوج التي تحاصر دوارهم من كل جانب. وظهر الطفل في الفيديو وهو يتكلم بكل براءة وعفوية عن معاناته ومعاناة أبناء دواره مع قساوة الطبيعة خلال هذه الفترة من السنة، حيث قال: "عافاكم الإخوان عاونونا بشي حوايج وشي تقاشر وشي كبوط، عافاكم عاونونا الله يجازيكم بخير والله منكدبو عليكم كاين الثلوج احنا باردين هنا". وتفاعل رواد المنصات الاجتماعية مع هذا الطفل البريء الذي تحدث بعفوية وبتلقائية لم تحرك "ضمير" حكومة العثماني التي تنعم برواتب شهرية سمينة، ومكيفات دافئة تقيهم انخفاض درجات الحرارة، وتجعلهم لا يحسون بمعاناة أبناء المناطق النائية الذين تزيد حدة مع الطبيعة وقساوتها كل فصل شتاء. ودعا النشطاء الحكومة إلى التحرك بسرعة من أجل إنقاذ هؤلاء المواطنين الذين وضعوا ثقتهم بأعضائها من أجل حل مشاكلهم وفك عزلتهم، لاسيما في هذه الظروف العصيبة التي تشتد مع وطأتها تدني درجات الحرارة وصعوبة مقاومة الطقس والبرد القارس. وطالب النشطاء العثماني، بتوفير حطب التدفئة لكل المواطنين الذين يسكنون المناطق النائية، وفك العزلة عنهم، وذلك حفاظا على حيواتهم، وحماية لهم من ما قد تتسبب فيه هذه الثلوج من أضرار مادية وبشرية، وخصوصا للصغار والمسنين. ومن جهته، علق أحد النشطاء على كلام الطفل، قائلا: "عفوية هذا الطفل البريء تسائل ضمير الحكومة إن كان لازال ينبض بشيء من الحياة والحياء"، وأردف آخر :"أي سياسة ينهجها البيجيدي، الذي وعد المواطنين بالعيش الكريم؟"متسائلا: "أليس كلام الطفل وصمة عار على جبينكم؟ أم أن المناصب والرواتب أنستكم معاناة الآخرين؟". وجدير بالذكر أن مجموعة من صفحات المنصات الاجتماعية تناقلت فيديو هذا الطفل وتفاعلت معه، حيث دعت إلى تنظيم قافلة إنسانية لهذه المناطق تحمل معها الأغطية والملابس لمساعدتهم على مواجهة قساوة المناخ وبرودة الجو.