تدخل الجيش المغربي صباح اليوم الجمعة لطرد عشرات العناصر الانفصالية التابعة لجبهة "البوليساريو"، كانت تعمل طيلة الأسابيع الماضية على عرقلة وإقفال منطقة الكركرات باعتبارها نقطة عبور بين حدود المملكة المغربية وموريتانيا. وذكر ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن العملية مرت بشكل سلمي وملائم يأخذ بعين الاعتبار سلامة المدنيين. فبعد جملة من الاستفزازات اللامشروعة واللا مقبولة التي مارستها ميليشيات "البوليساريو" في معبر الكركرات بالصحراء المغربية، لم تجد المملكة المغربية خيارا غير تحمل مسؤوليتها كاملة لتضع حدا لحالة الاقفال التي تسببت فيها ممارسات هذه الأطراف، وإعادة فتح حركة السير المدني والتجاري. إن جبهة "البوليساريو" وميليشياتها، ومنذ اختراقهما للمعبر بتاريخ 21 أكتوبر2020، لم يتوانيا عن ممارسة افعال مشينة، ومنها قطع الطريق واقفال حركة سير الأشخاص والسلع على هذا المحور الطرقي، اضافة الى معاكستهما الدائمة والمستفزة للملاحظين العسكريين لبعثة المينورسو. وقد شكلت هذه الممارسات الموثقة، بأسف شديد، زحزحة متعمدة للاستقرار، من شأنها التأثير على الوضع القائم بالمنطقة، وخرق الاتفاقيات العسكرية المبرمة، كما من شأنها ان تشكل تهديدا حقيقيا لاستمرار وقف إطلاق النار. كما أن هذه الاستفزازات تساهم بشكل مقصود في تقويض الجهود السلمية المبذولة من طرف المنتظم الدولي. فمنذ سنة 2016، ضاعفت عناصر "البوليساريو" من استفزازاتها الخطيرة والعدوانية في هذه المنطقة الحدودية، في خرق سافر للاتفاقيات العسكرية، واحتقار متعمد لنداءات الامين العام للامم المتحدة، وانتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2414 و 2440، اللذان يلزمان "البوليساريو" بوضع حد لهذه الممارسات المزحزحة لاستقرار المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب ما فتئ يثير انتباه الامين العام للأمم المتحدة وكبار المسؤولين الاممين، ويخبرهم بكافة التطورات الخطيرة، مضيفة أنه إيمانا منها بإشراك كل الاطراف المعنية، حرصت المملكة المغربية على إشهاد اعضاء مجلس الأمن وبعثة المينورسو وعدد من دول الجوار. وفي هذا الإطار، فقد عمل المغرب على منح الوقت الكافي للمساعي الحسنة للامين العام للأمم المتحدة وبعثة المينورسو، عساهما ينجحان في دفع جبهة "البوليساريو" الى ايقاف ممارساتها في هذه المنطقة الحدودية للكركرات، إلا انه وللأسف، تم إجهاض كل هذه المبادرات والمساعي. وامام هذا الوضع اللامقبول، قرر المغرب التحرك باحترام تام لمسؤولياته وواجباته، وانسجام كامل مع الشرعية الدولية، على أن تتحمل جبهة البوليساريو لوحدها كامل المسؤولية وتداعيات أفعالها. وجدير بالذكر أن جبهة "البوليساريو" وحليفها التقليدي الجزائر، واجها في الآونة الأخيرة فشلا ذريعا جديدا صادرا عن مجلس الأمن، الذي نوه بالمبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي، باعتبارها حلا يتمتع بالمصداقية والجدية لحل النزاع في المنطقة، داعيا كل الاطراف بما فيها الجزائر للدخول في مفاوضات تؤدي إلى حل سياسي وسلمي دائم بالمنطقة.