شهدت العديد من المدن الأمريكية، احتجاجات كبيرة، بالتزامن مع استمرار عملية فرز الأصوات، في بعض الولايات التي ستحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت الثلاثاء. وحسب ما نقلته تقارير إعلامية أمريكية، فقد تجمع الليلة الماضية، نحو 200 من أنصار ترامب، بعضهم مسلحون ببنادق ومسدسات، أمام مركز اقتراع في فينيكس بولاية أريزونا، بعد تردد شائعات عن عدم إحصاء أصوات للرئيس الجمهوري. وأضافت التقارير، أن في ديترويت بولاية ميشيغان منع مسؤولون نحو 30 شخصا، أغلبهم جمهوريون من دخول مقر يجري فيه إحصاء الأصوات، وسط مزاعم بأن الفرز في الولاية يشهد تزويرا. فيما طالب محتجون مناهضون لترامب في مدن أخرى، باستمرار فرز الأصوات، واعتقلت الشرطة 11 شخصا وصادرت أسلحة في بورتلاند بولاية أوريغون، بعد أنباء عن أعمال شغب، كما حدثت اعتقالات في نيويورك ودنفر ومينيابوليس. قال الرئيس دونالد ترامب في تغريدة مختصرة على تويتر يومه الخميس، "أوقفوا العد"، مكررا بذلك رفضه احتساب الأصوات المرسلة عبر البريد، التي بدأ فرزها بعد يوم الانتخابات في عدد من الولايات. من جانبه أكد بايدن أمس الأربعاء، في مؤتمر صحفي في ولاية ديلاوير، أنه حصل على الأصوات الكافية للفوز، وإنه يتقدم على منافسه ترامب في ولايتي ويسكونسن وميشيغان بفارق يؤهله للفوز بهما، قائلا إنه في حال فوزه بالرئاسة سيكون رئيسا لكل الأميركيين. وبدا المرشح الديمقراطي جو بايدن، يومه الخميس الأقرب إلى الفوز في الانتخابات، حيث يضيق الفارق بينه وبين الرئيس الجمهوري ترامب في 5 ولايات، إذ يتقدم بايدن قليلا في نيفادا وأريزونا، في حين يراقب ترامب تقلص تقدمه الأولي في بنسلفانيا وجورجيا مع فرز الأصوات المرسلة بالبريد، والتي يُعتقد أن أغلبها يصب في صالح بايدن، فيما احتفظ ترامب بتقدم بسيط في كارولينا الشمالية، وهي أيضا إحدى الولايات الحاسمة. وأطلقت حملة بايدن ونائبته كامالا هاريس موقعا رسميا لفريقهما الانتقالي للرئاسة، وقالت الحملة على الموقع إن "الشعب الأميركي سيحدد من سيكون الرئيس المقبل، وإن عملية فرز الأصوات لا تزال مستمرة في عدد من الولايات". كما قالت الحملة إن البلاد تواجه أزمات حادة، مثل الوباء والركود الاقتصادي وتغير المناخ وانعدام العدالة الاجتماعية. وفي المعسكر المقابل، تكافح حملة ترامب للإبقاء على فرصه في الفوز، فطالبت بإعادة فرز الأصوات في ويسكونسن، ورفعت دعاوى قضائية في ميشيغان وبنسلفانيا لوقف إحصاء الأصوات. ورفعت الحملة كذلك دعوى في جورجيا، للمطالبة بأن تفصل مقاطعة تشاتام، التي تضم مدينة سافانا، الأصوات التي وصلت متأخرة لضمان عدم احتسابها. كما طلبت الحملة من المحكمة العليا السماح لترامب، بالانضمام إلى دعوى رفعها جمهوريون في بنسلفانيا بشأن ما إذا كان يحق للولاية قبول الأصوات التي تأخر وصولها. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن، وزارة العدل الأميركية أبلغت المدعين العامين، بأن القانون يسمح لهم بإرسال ضباط اتحاديين مسلحين إلى مواقع فرز الأصوات، للتحقيق في احتمال حصول عمليات تزوير في الانتخابات. وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين سابقين، أن رسالة وزارة العدل أثارت مخاوف من احتمال تدخل الحكومة في الانتخابات محليا أو في فرز الأصوات. من جانبها نقلت شبكة "سي إن إن" عن براد رافنسبرغر سكرتير ولاية جورجيا، أن هناك ما يقارب 90 ألف بطاقة اقتراع لم يتم فرزها بعد في الولاية، معتبرا أن فريقه سيحرص على فرز كل الأصوات، وأن كل الأصوات القانونية ستحتسب. وقد نبه مسؤولون في إحدى مقاطعات ولاية جورجيا إلى وجود مشاكل تقنية قد تعيق عملية فرز آلاف البطاقات الانتخابية.