مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها في 3 نونبر 2020، يتساءل الرأي العام الدولي حول مصير العلاقات الصينيةالأمريكية، في حالة فوز مرشح حزب الديموقراطيين جو بايدن. ويضعنا هذا الأمر أمام عدد من الأسئلة منها: كيف سيتعامل "بايدن" مع تنامي الصعود الصيني الكبير؟، وهل ستستمر الحرب التجارية التي بدأها "ترامب" مع بكين أم ستخف حِدتها؟، هل سيتحول التنافس بين البلدين بعيدًا عن التجارة نحو قضايا أخرى كالملكية الفكرية وحقوق الإنسان؟ هل سيستمر "بايدن" في فرض عقوبات أمريكية على عِملاق التكنولوجيا الصيني "شركة هواوي"؟ ويؤكد العديد من المحللين والمتابعين للشأن الأمريكي، أن المرشح الديموقراطي سيتبنى في البداية استراتيجية تعامل مرنة تجاه بكين، بخلاف الاستراتيجية التي اتبعها "دونالد ترامب"، والتي أدت إلى تأزم العلاقات بين الجانبين. وستسعى حكومة "بايدن" إلى إيجاد طرق لتحسين العلاقات مع الصين، الأمر الذي من شأنه أن يمنع تدهور العلاقات بين البلدين. ومن المتوقع أن تشهد العلاقات الثنائية بين بكين وواشنطن تحسنًا ضئيلاً في ظل رئاسة "بايدن"، وسيستمر الاتجاه نحو مزيد من المنافسة، لكن تعامل الولاياتالمتحدة مع الصراع سيبدو مختلفًا في ظل رئاسة "بايدن" عما كان عليه تحت قيادة "ترامب". ومن المتوقع وفق ذات المحللين، أن يتحول التنافس بين البلدين بشكل متزايد بعيدًا عن التجارة نحو قضايا أخرى، بما في ذلك حماية الملكية الفكرية واختلالات السوق الناتجة عن النموذج الاقتصادي الصيني وقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. وفي الوقت الذي اتسمت فيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد ترامب بالانعزالية، وركزت على إزالة أي قيود خارجية على القوة الأمريكية من خلال الانسحاب من الهيئات متعددة الأطراف ومحاولة تقليل العجز التجاري للولايات المتحدة. يُتوقع من بايدن إحياء المشاركة الخارجية الأمريكية، لا سيما في الموضوعات الاستراتيجية. ورغم هذا، يرى العديد من الخبراء أن العلاقة التي كونها ترامب مع الصين سوف تستمر بغض النظر عن الفائز في الانتخابات. وأن الأمر لن يختلف كثيرا بالنسبة لجو بايدن، المرشح الديمقراطي، على اعتبار أنه تبنى بعضا من لغة خطاب الرئيس ترامب بشأن الصين. ووصل في إحدى خطاباته إلى حد اتهام ترامب بأنه كان لينا للغاية مع الرئيس الصيني شي، الذي وصفه بأنه "بلطجي".