أسس العديد من المنتسبين لحزب التجمع الوطني للأحرار حركة تصحيحية، مبرزين في بلاغ لهم أن التأسيس يأتي في ظل الوضعية المتردية التي يعيشها الحزب منذ الولاية الحالية، وما خلفه من انعكاسات سلبية أثرت على مختلف التنظيمات والهياكل الحزبية وطنيا ومحليا. ويأتي التأسيس أيضا، يضيف البلاغ المنشور على الصفحة الرسمية للحركة التصحيحية، في ظل تشنجات وخلافات داخلية وصلت إلى حد الاستقالات الجماعية وتجميد عدد من الفروع والتنظيمات ونفور عدد من الشباب من الحزب، مما أُثر سلبا على صورة الحزب على المستوى الوطني. وأعلن البلاغ، أن الحركة تعد لبنة بناء ونتاج لدينامية مناضلي ومناضلات الحزب "وتجد مرجعتيها في الميثاق المذهبي الذي رسمه مؤسس الحزب أحمد عصمان وكل من جاء بعده من الرؤساء، في إطار الاحترام التام للنظام الأساسي للحزب الذي تمت المصادقة عليه في المؤتمر الوطني السادس". وأجمل البلاغ أسباب تأسيس هذا التيار التصحيحي، في عدم احترام إرادة المناضلين في اختيار منسقيهم الإقليميين، وعدم احترام بنود القانون الأساسي للحزب، وعدم اللجوء إلى الخيار الديموقراطي في انتخاب رؤساء المكاتب الإقليمية والفرعية والتنظيمات الموازية، وفرض المركز لأسماء بعينها بدل القبول بالنتائح التي أفرزها التصويت. ومن ضمن الأسباب أيضا غياب التأطير الفعلي للمناضلين التجمعيين، يؤكد البلاغ، عدم إنشاء مؤسسة المنتخبين، كما ينص عليها القانون الأساسي للحزب، والتي هي النواة الصلبة للكتلة الناخبة التجمعية، وعدم تفعيل مؤسسة الحكماء والتي لها دور محوري في الحفاظ على التوجه العام للحزب وإيديولوجيته، وغياب الحزب عن مواكبة القضايا الوطنية الكبرى وحتى الدولية والاكتفاء بديباجة بلاغات بلغة الخشب بخصوصها. وفي ظل هذه الأسباب أكد البلاغ، أن الحركة تسعى إلى إعادة الحزب لمساره الطبيعي وإخراجه من منطق التسيير المقاولاتي كباقي الأحزاب، مبرزة "أنها لا تصرف مواقف شخصية وليست لها نوازع انتخابية، بل نسعى وبنفس طويل لتغيير التراكمات التي أفرزها التسيير الفردي لحزب له مكانته في المشهد السياسي". ودعت الحركة كافة أعضاء المجلس الوطني للأحرار إلى المطالبة ب"عقد مؤتمر استثنائي لاختيار قيادة جديدة بمنطق الديموقراطية لا بسياسة الأمر الواقع الذي انتج قيادة قسمت الحزب إلى أتباع وموالين" وأعلنت الحركة للرأي العام الوطني ، من خلال ذات البلاغ، "أن اللجنة التنسيقية ستباشر عقد لقاءات عن بعد للإعلان عن الخطوات المزمع اتخادها، مشيرة إلى أن الحركة التصحيحية ليست ملكا لشخص بل هي ملك لكل الغيورين على مستقبل حزب التجمع الوطني للأحرار". ودعت اللجنة التنسيقية للحركة قيادة الحزب للتفاعل مع الحركة التصحيحية والابتعاد عن سياسة الآذان الصماء تفاديا لانفجار الحزب "كما ندين بشكل صريح محاولة البعض التقليل من قيمة هذه الحركة التي تضم الغيورين عن الحزب".