يقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من تاريخ المدن والعواصم، من بوابة سلسلة تحمل عنوان “عواصم ومعالم عبر التاريخ“، بحيث سيتم تناول تاريخ العديد من العواصم والمعالم المشهورة على المستوى العالمي. وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “عواصم ومعالم عبر التاريخ”، لتاريخ العاصمة التونسية تونس التي تعتبر من بين أعرق المدن العربية. وتعتبر تونس عاصمة الجمهورية التونسية أكبر مدنها من حيث السكان، وسميت بتونس الخضراء لوفرة أشجارها وغطائها النباتي. وتم اختيار مدينة تونس لتكون عاصمة للبلاد بعد استقلالها في عام 1956 ميلادي، لتصبح مركزا إداريا وسياسيا وتجاريا فيها. ويعود تاريخ تونس العاصمة إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث أسسها البربر في مكان مشرف فوق تلة، مما جعلها نقطة مراقبة لحركات السير من وإلى مدينة قرطاج، وقد تعرضت المدينة للدمار خلال الحرب البونية الثالثة في عام 146 قبل الميلاد، ثم أعاد الرومان بناءها لتصبح مستوطنة مهمة. وحسب المراجع التاريخية فإن في بداية الفتوحات الإسلامية، بنى حسان بن النعمان مدينة تونس بتكليف من والي مصر عبد العزيز بن مروان بناء على توجيه من الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان الهدف هو إنشاء ميناء بحري وتكوين قاعدة عسكرية لرد هجوم البيزنطيين على قرطاجة عام 78ه. وخلال عهود الخلافة العباسية ازدهرت مدينة تونس وكانت جزءا من عدة دول إسلامية مستقلة تعاقبت على حكم المنطقة، من أهمها الأغالبة والفاطميون والمرابطون والموحدون، ثم أصبحت عاصمة للدولة الحفصية في القرن السابع الهجري، وكانت مركزا تجاريا مهما في المتوسط وأوروبا.. وتأتي تسمية البلاد من تسمية عاصمتها التي تحمل نفس الاسم، وتختلف الآراء حول تسمية هذه المدينة حيث يعتقد البعض أن اسم تونس يعود إلى الحقبة الكنعانية لأنه عادة ما تسمى المدينة بآلهتها الرئيسية وفي حالة تونس فهي آله أنثى. ومن أهم معالم تونس المسرح البلدي ويقع في شارع الحبيب بورقيبة، ومتحف باردو وهو أكبر متاحف الجمهورية التونسية ويضم قدرا مهما من الآثار، ويمكن لزائره التعرف بشكل جيد على تاريخ تونس وحضاراتها القديمة، وكذا جامع الزيتونة وكاتدرائية القديس فنست دي باو.