بمناسبة حلول الشهر الفضيل، يقدم “برلمان.كوم” سلسلة رمضانية تتناول معطيات وقصص حول كرة القدم الوطنية والدولية والعديد من روادها، ونلقي الضوء اليوم على محمد بن الحسن التونسي العفاني المُلقب بالأب جيكو، مؤسس فريق الوداد والرجاء البيضاويين، وذلك ضمن برنامجها الرمضاني نجوم من ذهب. النشأة والمسار الرياضي للأب جيغو ولد محمد بن الحسن التونسي العفاني المُلقب بالأب جيكو، في بلدة ايسافن القريبة من مدينة تارودانت سنة 1900، بدايته مع كرة القدم كانت مع فريق الاتحاد الرياضي المغربي “الياسام”، والذي لعب له 7 سنوات (1922-1929)، والذي أحرز معه لقب العصبة المغربية لكرة القدم سنتي 1927 و 1929. سنة 1930 سيترك محمد بن الحسن التونسي العفاني كرة القدم كلاعب، ليرحل لإنجلترا من أجل التكوين في مجال التدريب، خارج الإطار الفرنكفوني المؤثر آنذاك في المغرب. لقب “الأب جيكو” أطلقت الصحافة الفرنسية لقب “الأب جيكو” على محمد بن الحسن التونسي العفاني تشبيها بأحد اللاعبين الفرنسيين اسمه “جيكو” نظرا لتشابه طريقة اللعب واللمسات الفنية عند كلا اللاعبين، كما قرر نادي الراسينغ البيضاوي تسمية ملعبه بإسم الأب جيكو . مسيرة لأب جيكو مع الوداد الرياضي نجح الأب جيكو في تحقيق حلمه وهو تأسيس نادي رياضي في المغرب، وكان ذلك سنة 1939 بعدما قرر تأسيس الوداد الرياضي، حيث سهر على تسييره وتدريبه وتطويره في بدايته الأولى، ويرجع سبب تسمية نادي الوداد بهذا الاسم لموقف طريف، حيث كانت هناك مشكلة كبيرة وهي اختيار اسم النادي الذي سيطلق على الفريق، حيث تم اقتراح عدة أسماء من الأعضاء، إلا أن محمد ماسيس عضو في النادي الذي سيتم تأسيسه تأخر عن الإجتماع، وبرر تأخره ، بأنه كان يشاهد فيلما سينمائيًا لأم كلثوم عنوانه “وداد”، وكانت النتيجة اقتراح واختيار الوداد الرياضي اسما للنادي الأحمر. قصة الخلاف مع الوداد حسب رواية عثمان العفاني، حفيد الأب جيكو، فإن سبب الخلاف مع مسؤولي الوداد ظل لغزا، فقد ظل الجميع مؤمنا باستحالة الفراق بين الأب وأبنائه، بين مدرب وهب خمسة عشر سنة من حياته للوداد وبين فلذات كبده من اللاعبين والمسيرين. والأرجح أن سبب الخلاف مع الوداد، هو أنه لحظة تغيير المكتب كان محمد بلحسن صحبة اللاعبين في تدريبات بمعسكر بتارودانت، فتوصل بخبر احتضار والده على الفور رحل لتفقد الأمر، حينها تغير طاقم التسيير وقرر الاستغناء على الأب جيكو ككاتب عام للنادي إذ كان يشغل منصب المسؤولية الإدارية والتقنية، والاحتفاظ به كمدرب، وعند عودته من المعسكر سأل المسؤولين عن سر القرار، فلم يعطوه مبررا حقيقيا بل أصروا على التخلي عليه مما دفعه لتقديم الاستقالة. الانتقام من الوداد والبحث عن فريق ينافسه صمم محمد بن الحسن التونسي العفاني على الانتقام من الوداد الرياضي، وإعتبر الإقالة طعنة من الخلف، وقرر البحث عن فريق ينافس الوداد، حيث توجهت نوياه في البداية لفريق شباب المحمدية، وقضى معه سنة، قبل أن يجد نفسه في أحظان الرجاء الرياضي، الذي تأسس قبل 7 سنوات، لكن الأب جيكو كانت له لمسته في النادي، وأصبح الفريق المنافس للوداد ، وهنا قال قولته الشهيرة “سأبني فريقا يقتسم مع الوداد هواء الدار البيضاء”. مسيرته مع الرجاء الرياضي بالرغم أنه لم يكن من مؤسسي الفريق الأخضر إلا أن “الأب جيكو” هو من وضع أسس مدرسة الرجاء كما نعرفها حاليا، وكانت بصمته مع الرجاء الرياضي واضحة جدا، حيث إتبع أسلوب أمريكا اللاتينية التي أثبتت تفوقها في كأس العالم 1950، وأعطى الأب جيكو الأفضلية للمؤهلات التقنية على البدنية وترسيخ الروح الجماعية للفريق مع تشجيع المهارات الفردية التي تصنع الفرجة داخل أرضية الملعب، حيث كانت أول تماره هو تحقيق الفوز في أول ديربي يجمعه بالغريم التقليدي الوداد سنة 1956، حيث فاز الرجاء بهدف لصفر، ما جعل شعبية الفريق الأخضر ترتفع و أصبحت لازمة “الراجا لفراجا” على كل لسان مصاحبة للفريق أينما حل و ارتحل. محمد الخامس يكافئ الأب جيكو بوسام الإستحقاق بعد مسيرته الرائعة مع الوداد الرياضي والتتويج بالعديد من الألقاب الوطنية والإفريقية، وشح الراحل الملك محمد الخامسالمرحوم الأب جيكو، مؤسس فريق الوداد الرياضي لكرة القدم بوسام الإستحقاق سنة 1957. ألقاب الأب جيكو مع الوداد الرياضي نجح محمد بن الحسن التونسي العفاني في الفوز ب 8 ألقاب مع نادي الوداد الرياضي وهي : البطولة الوطنية سنوات : 1948، 1949، 1950، 1951 و بطولة شمال إفريقيا سنوات : 1948، 1949، 1950 وكأس إفريقيا الشمالية سنة : 1948، فيما لم يفز مع الرجاء بأي لقب . نهاية المشوار قرر الأب جيكو سنة 1968 إعتزال الملاعب بشكل نهائي لأسباب صحية، بعدما نجح في تأسيس أقوى ناديين في تاريخ كرة القدم المغربية على الإطلاق، كلما التقيا يرسمان أبهى اللوحات في الديربي، تاركا وراءه إرثا كرويا و أخلاقيا و سيظل قدوة و مثالا يحتذى به في الاجتهاد والتفاني والكفاح.