طمأن عدد من الخبراء المغاربة بخصوص الحالة الوبائية بالمملكة التي بدأت في التراجع والاستقرار، مشيرين إلى أنه إلى حدود صباح اليوم السبت سجلت زيادة 106 حالة، وأن عدد الوفيات كذلك بدأ يتراجع، كما أن حالات الشفاء ازدادت ب17 حالة، مؤكدين أن هذا كله أدى إلى تدراك الحالات من خلال المحيط، وأن الخبرة التي راكمتها الطواقم الطبية ستساعد بدورها في ذلك. وأشار المتدخلون، في حلقة اليوم من برنامج “ديكريبطاج” الذي يبث على أمواج إذاعة “MFM”، ويقدمه الأستاذ عبد العزيز الرماني، إلى تدخلات رجال السلطة ودورهم في التصدي لانتشار هذه الجائحة، وكيف أنهم يقفون في الواجهة إلى جانب الأطر الصحية، دون كلل أو تعب في تأدية واجبهم الوطني، موضحين أن رجال السلطة من وقاية مدنية، وأمن وطني، ورجال الدرك، والوقاية المدنية، والقوات المساعدة، والشيوخ والمقدمين، مجندون من أجل استتباب الأمن داخل المجتمع. وأوضحوا أن هناك تنسيق كبير بين مختلف أجهزة العدالة الجنائية المغربية، مشددين على أن “القايد” أصبح يتدخل خلال فترة الطوارئ الصحية من أجل البت في النزاعات ولعب الدور الاجتماعي، وأعطوا مثالا على ذلك بحالات الطرد من بعض البيوت بسبب عدم تأدية واجب الكراء، وكيف أن بعض القياد تدخلوا لكي يثنوا أصحاب العقارات عن تشريد المواطنين خلال هذه الفترة التي يمر منها الوطن. وتطرقوا إلى فرضية قضية تصنيع فيروس كورونا بالمختبرات، مشيرين إلى أن تاريخ البشرية عرف العديد من الحروب البيولوجية، مشددين على أنه الآن في ظل هذا الفيروس تطرح عدة احتمالات من قبيل إما أن العالم في حرب اندلعت بين أطراف متصارعة، وإما أن هناك أخطاء مركبة متعلقة بتلاعب في انتشار الفيروس عبر دول العالم. وأوضحوا أنه رغم كل الاحتمالات فإن المغرب، كان حكيما في التعامل مع هذه الجائحة، مشددين على أن المملكة ستخرج منتصرة من هذه المعركة بسلام وأمان، في إشارة إلى الخطوات والإجراءات الاستباقية التي اتخذتها المملكة بأوامر من الملك محمد السادس. وشددوا على أنه عند خروج المملكة من هذه الجائحة العالمية، يجب على المواطن المغربي أن يفهم بأن الأمور ستتغير وهو المسؤول والمساهم المباشر في تغييرها، بالعمل والنشاط السياسي للوطن، من خلال المشاركة الفعلية والقوية في الحياة السياسية، والانخراط في التعبير عن الرأي أثناء الانتخابات. وتحدثوا عن التغيرات النفسية التي تسبب فيها وباء كورونا، لاسيما خلال فترة الحجر الصحي، والتي تشمل كل مكونات الأسرة المغربية وكل شرائح المجتمع، مشيرين إلى أن المواطنين عبروا من خلال تعليقات وتدوينات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تخوفهم من انتشار هذه الجائحة داخل الوطن، وكيف أن المواطن المغربي اعتبر أن وجوده أصبح مهددا بسبب هذا الوباء. وأوضحوا أنه بعد تسجيل بعض الحالات تدخلت الدولة واتخذت مجموعة من التدابير الاستباقية، حيث علقت الدراسة، وفرضت الحجر الصحي، ما خلق عددا من التوترات داخل الوسط العائلي، لكي تأتي المرحلة اللاحقة وهي بداية تأقلم المواطن مع هذا الوضع، خصوصا بعد أن أثبتت الحكومة أن المغرب قادر على مواجهة الجائحة من خلال المستشفيات والتجهيزات، وتجند كل المتدخلين من أطباء ورجال السلطة بمختلف تلاوينهم. وكشفوا أن المواطنين كانوا متخوفين من ثلاثة أمور وهي الخوف على الأمن الذاتي الذي استطاع استتباب الأمن بكل ربوع الوطن تبديده، وهناك الخوف من الأمن الغذائي أو المعيشي والذي تم توفيره بفضل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة من خلال توفير السلع الضرورية بدون أي مشاكل، والخوف من الأمن الصحي الذي أثبت المغرب أنه قادر على توفيره بتجنيد الأطقم الطبية التي لم تتوانى في التصدي لهذا الفيروس المستجد. وتطرقوا إلى ما بعد الحجر الصحي، منبهين إلى أنه لا يجب أن تكون نظرة المجتمع للذين أصيبوا بالفيروس سلبية وفيها تأثير عليهم، موضحين أنه يجب تعويد المجتمع على تقبل هؤلاء دون تنمر أو تأثير على نفسيتهم، مشددين على أنه بعد هذه الأزمة سيعي المغاربة أنهم ربحوا هذه المعركة، لأن كورونا أبانت عن المعدن الحقيقي للمواطنين، من خلال الانضباط والاحترام، وكذلك لمرونة رجال السلطة الذين لم يرجعوا للنصوص القانونية والزجر خلال هذه الجائحة، وإنما تعاملوا بالحكمة والحوار. وشددوا على أن الإعلام لعب دوراً أساسياً في التعريف والتوعية بهذه الجائحة، ما سيمكن المغاربة من الخروج من هذا الوباء بالتضامن والحب والاحترام، وبناء التفاؤل لأن لغته هي الأفضل لبناء المجتمع، مشيرين إلى أن هناك بوصلة لبناء الثقة بين جميع الشرائح الاجتماعية. ومن أجل التغلب على الحجر الصحي، أوضح الخبراء أنه يمكن أن يكون الحجر الصحي فرصة سانحة للقيام بمجموعة من الأمور فيها إبداع وتسلية للخروج من الروتين اليومي، مشددين على أن المغرب قادر على أن يرجع شيئاً فشيئاً لما كان عليه في سابق سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.