مع حلول 20 أبريل من الشهر الجاري، يكون المغاربة قد أنهوا 31 يوما من الحجر الصحي الرسمي الذي فرضته السلطات منذ العشرين من مارس المنصرم في إطار حالة الطوارئ الصحية، كإجراء لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، وبهذا ستكون الآجال القانونية التي حددتها الحكومة في مرسومها رقم 2.20.293 والقاضي بفرض الحجر الصحي، قد انتهت. ورغم قرب انتهاء الآجال القانونية للحجر الصحي في 20 من أبريل الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام معدودات، إلا أن احتمالية رفعه في هذا التاريخ تبقى ضئيلة إلى منعدمة، نظرا لعدة مؤشرات عددها المتتبعون للشأن المغربي منذ تسجيل أول حالة في الثاني من مارس الماضي. عدد الحالات المؤكدة في ارتفاع مستمر بلغ عدد الحالات المؤكدة وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة 1746 حالة، حيث أن معدل الزيادة في الأيام الأخيرة يتراوح بين 100 حالة يوميا إلى 50 حالة، وهو ما يعني أن احتمالية السيطرة على الفيروس خلال العشرة أيام القادمة مستبعدة. كما أن ظهور حالات وباء وسط العائلات، حسب ما صرحت به وزارة الصحة، وصعوبة ضبط الأشخاص المصابين دون أعراض وارتفاع حالات المخالطين، وعدم التزام البعض بتدابير الحجر الصحي، تحتم التريث في قرار إنهاء حالة الطوارئ الصحية، وانتظار أيام أخرى، إلى حين ظهور معطيات ومؤشرات مطمئنة نسبيا. تشييد مستشفيات ميدانية بعدة نقط ومن بين الإجراءات المتخذة والتي تنبئ بكون السلطات العمومية ستلجأ إلى تمديد حالة الطوارئ الصحية في البلاد، تشييد العديد من المستشفيات، حيث شهدت العاصمة الاقتصادية خطوات متسارعة لتشييد مستشفيات ميدانية بعدة نقط، بهدف التقليل من الضغط المرتقب على المراكز الاستشفائية في حالة ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة. إذ وبعد إعلان تشييد مستشفى ميداني على مستوى مطار بنسليمان التابع لجهة الدارالبيضاء-سطات من طرف القوات المسلحة، ثم الشروع في تشييد مستشفى آخر على مساحة كبيرة تخصص لتنظيم المعارض الكبرى، ومستشفى بالنواصر. تلميح العثماني إلى صعوبة الالتزام ب20 أبريل لمح العثماني خلال المجلس الحكومي الأخير بصعوبة الالتزام بالتاريخ السابق، حين وصف الأمر بالخطير، وناشدا المواطنين بالبقاء في بيوتهم، والتقيد بشروط السلامة والوقاية في حدودها القصوى والحرص على ارتداء الكمامات. وفي الاتجاه نفسه، قال مصدر موثوق بوزارة الصحة في تصريح لإحدى الصحف الوطنية، إن أي حديث عن رفع تدابير الحجر الصحي، الإثنين المقبل، سيكون متسرعا ومحفوفا بالمخاطر، نظرا لعدم استقرار الخارطة الوبائية في المغرب، بعد مرور 43 يوما على ظهور أول حالة إصابة مؤكدة في 2 مارس الماضي. السيطرة على الفيروس ورفع الحجر من منظور منظمة الصحة العالمية وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السيطرة على الوباء تعني الوصول إلى صفر حالة جديدة، إضافة إلى تماثل غالبية المصابين للشفاء واستبعاد كل الحالات المشتبهة ضمن المخالطين، وعند تحقق كل هذه الشروط يمكن اتخاذ قرار إنهاء الحجر الصحي تدريجياً، وفق توصيات المنظمة. وذكرت المنظمة أن الاطمئنان في المغرب، كما في العالم، لن يتحقق حتى يتم التوصل إلى لقاح لهذا الفيروس.