شددت دراسة علمية على ضرورة ارتداء الكمامات في الفضاءات العمومية، مؤكدة أن هذا الإجراء يجب أن يستمر في المغرب إلى غاية تطوير لقاح جديد أو القضاء على وباء “كورونا”. وأبرزت الدراسة التي أنجزها عبد الغني الحرفي، الأستاذ الجامعي بكلية العلوم بأكادير، أن المغرب مطالب باعتماد استراتيجية بثلاثة أبعاد لتجنب الكارثة الأوروبية، والتي ترتكز أولا على حجر صحي صارم للمواطنين، وثانيا على نظافة وقائية صارمة عبر غسل اليدين واستخدام المطهرات والإجراءات الحاجزية، إضافة إلى ارتداء الكمامة من طرف المواطنين في جميع الأماكن العامة. وأكدت الدراسة التي اطلع عليها “برلمان.كوم“، أن هذه الاستراتيجية الثلاثية يجب أن تستمر حتى القضاء أو الحد من انتشار الفيروس، وبعدها يمكن للمغرب الخروج تدريجيا من الحجر الصحي مع الاحتفاظ بإجبارية ارتداء الكمامات في الفضاءات العامة إلى حين تطوير لقاح جديد أو القضاء على الوباء. واشتغلت الدراسة، التي أرسلها صاحبها إلى وزارة الصحة في الرابع من أبريل الجاري قبل فرض ارتداء إجبارية الكمامات، على مقارنة بيانات جائحة “كوفيد 19” في بلدان شرق آسيا وأوروبا الغربية وأمريكا الشمالية والمغرب. وأوضح أن تدبير الجائحة كان مختلفاً بين المجموعتين، إذ لجأت بلدان شرق آسيا، ومنها الصين وكوريا الجنوبية وتايوان، إلى فرض حجر صحي مستهدف وغير معمم، مع نظافة جيدة وفحص حسب الرغبة والرصد وتحديد الموقع الجغرافي للمصابين، إضافة إلى إجبارية ارتداء الكمامات في الأماكن العمومية تحت طائلة أداء غرامة. وفيما يتعلق بالمجموعة الثانية من البلدان، أوروبا وأميركا، فاتخذت الإجراءات بشكل متأخر، وهو ما خلف وفيات كبيرة؛ كما كان الهدف من الحجر الصحي الحد ما أمكن من عدد الإصابات لكي لا تنهار الأنظمة الصحية. ليخلص بأن فرض ارتداء الكمامة بشكل معمم في دول شرق آسيا كان إجراء فعالا وأساسيا للحد من انتشار الفيروس، وفي المقابل كانت أوروبا والولايات المتحدة الأميركية لم تعتمده إجباريا، ولذلك كانت إجراءاتها غير كافية للحد من انتشار الفيروس. وفي هذا السياق استشهدت الدراسة بحوار لجورج جاو، المدير العام للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، مع مجلة “SCIENCE”، في السابع والعشرين من مارس المنصرم، أكد فيه أن “أكبر خطأ” ارتكبته الدول الغربية هو عدم فرض ارتداء الكمامة من أجل الحد من انتشار الوباء. وقال المسؤول الصيني في الحوار نفسه: “ينتشر هذا الفيروس عبر قطرات الجهاز التنفسي من شخص لآخر، وتلعب القطرات دوراً مهما للغاية في هذا الانتشار؛ ومن هناك تأتي الحاجة إلى القناع لأن مجرد حديث يمكن أن ينشر الفيروس (…) العديد من الأفراد لا تظهر عليهم الأعراض أو تكون لم تظهر عليهم بعد، ولذلك فإن ارتداء الكمامات مهم لأنه يمنع القطرات التي تحمل الفيروس من إصابة الآخرين”.