منذ ستة أشهر والصحفيون يحاولون فك ألغاز وشفرات هذا الوزير العجيب الذي يتحمل مسؤولية عدة حقائب وقطاعات بما فيها الاتصال والثقافة والشبيبة والرياضة، إضافة إلى كونه ناطقا رسميا باسم الحكومة. فالوزير عبيابة أصبح مصدرا للنكات والتهكم كل يوم خميس، ولا أحد يعرف إلى حدود هذه الساعة كيف حصل على شهاداته العليا، ولا في أي جامعة درس، ولا بأي لغة يتكلم. وعلى نفس المنوال، وبعد أن كثرت أخطاؤه وزلاته في الكلام، أو في اتخاذ القرار، أصبح الصحافيون الذين يحضرون المؤتمر الصحفي الأسبوعي بعد مجلس الحكومة، يفاجؤون بتكاثر وتراكم فضائح هذا الوزير. وعلى شاكلة ما ارتكبه الوزير في موريتانيا من أخطاء كلامية ولغوية وزلات دبلوماسية، عرف الأسبوع الفارط موجة من السخرية والتهكم بسبب جهله اسم “فيروس كورونا” الذي يعرفه الصغير قبل الكبير. ومن شطحاته هذا الأسبوع هي حديثه عن وجود وزارة إسمها وزارة الصحة الدولية، وتحدثه بلغة غريبة وركيكة ومتفككة العناصر عن قرارات وتدابير لا يعرف كنهها، ولا يفقه في أمورها. ولا تختلف مذكرات عبيابة عن كلامه وكأن مساعديه يعمقون من جروحاته وورطاته،فهي تحمل أخطاء بالجملة في اللغة والصياغة والمفاهيم، ولعل آخرها تلك المتعلقة ب”منع المهرجانات والأنشطة الثقافية” التي افتقدت إلى تعابير الإلغاء والتأجيل، كما خلت من تحديد تواريخ وأزمنة لهذه التدابير، وكأن الذي صاغها للوزير “الظريف” لا يفرق بين المنع والإلغاء والتأجيل لزمن محدود أو دائم. كل هذا يحدث أمام أنظار رئيس الحكومة الذي لم يتحرك لحد هذه الساعة، بالرغم من أن وسائط الاتصال تناقلت مذكرة وزير الداخلية التي سارع عبيابة إلى ترجمتها وتعميمها تحديا لعبد الوافي لفتيت، وتعرية لصراعات خفية داخل حكومة سعد الدين العثماني. أمر كهذا يجعل حكومة المغرب تسبح في أودية متعددة الروافد من الفضائح وضعف الكفاءة وسوء الاختيار، وكأن المغرب بكل أحزابه وتقنييه لا يملك الكفاءات المؤهلة لمناصب المسؤولية، هذا علما أن الوزير عبيابة يتوفر على مديريات للاتصال والثاقفة في الوزاراة التي يشرف عليها، إضافة إلىجيش من المساعدين القادمين من كل صوب وحدب.