استغرب العديد من المتتبعين للشأن السياسي بالمغرب للطريقة التي تتعامل بها حكومة العثماني مع قرار ترسيم الحدود البحرية للمملكة، الذي صادق عليها البرلمان وأحدث ضجة واسعة داخل الساحة السياسية الإسبانية، مما جعله حديثا يوميا لصحفها وموضوعا للنقاش بقنواتها لتحليل خلفيات القرار المغربي وأبعاده. ولم تكلف حكومة العثماني نفسها عناء وضع خطة تواصلية للدفاع عن القرار، أو حتى بسطه إيجابياته عبر ناطقها الرسمي الوزير عبيابة للرد على التأويلات والادعاءات الإسبانية ومواجهتها، علما أن القرار يعتبر قرارا تاريخيا وسياديا وجب على الحكومة شرحه للمواطنين والدفاع عنه. لكن كما عودتنا الحكومة ومعها ناطقها الرسمي الوزير عبيابة، الذي أتحف المغاربة بأخطائه اللغوية وزلاته الديبلوماسية وضعفه التواصلي وجهله بالبروتوكولات والرسميات، تخلى هذا الأخير عن دوره كالعادة للدفاع عن هذا القرار التاريخي للمملكة المغربية تاركا المجال للناطق الرسمي السابق للحكومة، مصطفى الخلفي، للدفاع عن هذا القرار عبر القنوات الأجنبية وصفحات الجرائد، ليؤكد استمراره (مصطفى الخلفي) بحكومة العثماني بطريقة غير مباشرة، وليظهر ضعف الوزير العبيابة في التواصل خصوصا في قضايا من هذا الحجم، علما أن في الجهة المقابلة (إسبانيا) هناك ترقب وتخوفات من القرار إلى درجة أن هذه الأخيرة ستبعث اليوم الجمعة وزيرة شؤون خارجيتها “أرانشا غونزاليزلايا” لمناقشة القرار . وليس بالغريب عن الوزير عبيابة أن يظهر بهذا الشكل فقد تعددت أخطاءه التواصلية وزلاته آخرها إلغاءها للمباراة داخل الوزارة، وخلفت ردود فعل متباينة ومآسي لشباب مغاربة اجتازوا امتحان التوظيف بوزارة الشباب والرياضة التي يقودها الحاضر الغائب الوزير عبيابة. ومن بين ماجاء في تدوينات منشورة على الفايسبوك أن قرار عبيابة تسبب في إجهاض مواطنة فقدت جنينها مباشرة بعد علمها بقرار إلغاء نتائج مباراة الوظيفة بوزارة الشباب والرياضة.