خصص برنامج "décryptage"، المتخصص في التحليلات الرياضية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية حلقته المباشرة، التي بثت اليوم الجمعة استثناء من مدينة العيون لمناقشة تنظيم نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم في القاعة الذي تحتضنه مدينة العيون، والذي عرف تأهل الفريق الوطني المغربي والمصري لكأس العالم في انتظار تأهل فرقة ثالثة. واستضاف البرنامج في حلقته الاستثنائية التي أديعت من مدينة العيون كلا من رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع ورئيس الجهة حمدي ولد الرشيد. وأشاد خبراء برنامج "ديكريبطاج" الذي يذاع على أثير أمواج إذاعة "إم إف إم" وينشطه الأستاذ عبد العزيز الرماني، بالتنظيم المحكم للتظاهرة، مبرزين أن اتخاذ قرار التنظيم في مدينة العيون يعود لأكثر من سنة وتم إيداعه لإعطاء نفس جديد لهذه اللعبة بالمملكة، موضحين أن عدة عوامل ساهمت في تزكيته؛ من بينها التطور في البنية التحتية والدينامية التي تعرفها كرة القدم في القاعة من حيث قاعدة الممارسين ومن حيث تطور اللعبة بشكل عام. وقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم منح المغرب تنظيم النهائيات وبالضبط مدينة العيون، وفق الخبراء، نابع من عدة عوامل، من بينها توفر المدينة على المنشآت الضرورية لاحتضان هذا الحدث كباقي المدن المغربية، مشيرين إلى أن السلطات المحلية وسكان المدينة يستحقان التنويه، لإبداعهم في تنظيم هذا الحدث وتقديم مكانة متميزة وإضافية مقارنة بالتظاهرات الخمس السابقة المنظمة في القارة السمراء. وأكد الخبراء أن الحصيلة التي حققها التنظيم؛ من خلال الافتتاح الجيد، والبنيات التحتية القادرة على الاستيعاب، النجاحات المستمرة للمنتخب الوطني، والتي ليس من السهل تحقيقها تظهر وقوف جنود يسهرون على هذا النجاح، وهو الأمر الذي سيجعل "الكاف" والاتحاد الدولي لكرة القدم يختارون مدن الجنوب المغربي لتنظيم تظاهرات كبرى في القريب العاجل. وأورد المتدخلون أن محاولة الإساءة لمثل هذه التظاهرات، هي إساءة للقارة الإفريقية، أولا، ويظهر أن أولائك الأطراف المعادية، التي تتخذ موقفا سلبيا من تنظيم تظاهرة ذات هدف نبيل يعود على القارة الإفريقية بالنفع، لم تصل بعد للنضج السياسي الذي يمكن أن يُظْهر لهم ما معنى التضامن القومي. إذ أنه، وبينما المغرب يدافع عن توحد إفريقيا والتضامن بين شعوبها، نجد أن بعض الدول تفتقد للحس القومي والتضامني، "ولكن رغم هذا فإن التظاهرة حققت نجاحا كبيرا في غيابهم، ولا يمكن النيل من قيمة المغرب بمواقف تافهة، وموقف "الفيفا" و"الكاف" كان واضحا في هذا الشأن"، يقول المتحدثون. وعلى مستوى التنمية التي تشهدها مدينة العيون، أكد الخبراء أن المدينة عرفت تطورا في العديد من المجالات من بينها النقل، حيث أن الأثمنة مناسبة "إذ أن ثمن تذكرة الطائرة يوازي ثمن حافلات النقل، وهي سابقة في تاريخ في المغرب، هناك خطين يوميا وانتقلنا من 18 رحلة في الأسبوع إلى 36 رحلة في الأسبوع". وعرج الخبراء على التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة بفضل الاستثمارات الكبرى التي أنجزها المغرب في المنطقة، والتي على رأسها إطلاق المملكة سنة 2015 النموذج الجديد للتنمية في الصحراء المغربية، مما مهد الطريق لتنمية متعددة الأبعاد وشاملة ومستدامة لأقاليمها الجنوبية بميزانية ضخمة تبلغ 8 مليارات دولار. وأجمع المتحدثون على أن هذه التطورات التي تعرفها المدينة انعكست على أهالي الصحراء المغربية، الذين أصبحوا يشاركون مشاركة كاملة في الحياة السياسية في المنطقة، لا سيما من خلال الانخراط القوي في العمليات الانتخابية على الصعيدين الجهوي والوطني. والجدير بالذكر أن حلقة يوم غد سيتم بثها من مدينة العيون على الساعة التاسعة صباحا، وستركز بشكل دقيق على التنمية في الأقاليم الجنوبية المغربية، وسيتم بثها على الصفحة الرسمية لإذاعة "إم إف إم" على الفيسبوك.