نظمت النقابة الوطنية للصحافة بشراكة مع المركز المغربي للديمقراطية والأمن ندوة حول الحصيلة الأمنية بعيون إعلامية. وشارك في اللقاء الذي انعقد بالدارالبيضاء باحثون وممثلون عن المديرية العامة للأمن الوطني ووسائل الإعلام الوطنية تفاعلوا مع العروض. وفي مداخلته حول الإعلام الأمني بالمغرب لاحظ الباحث احسان الحافظي، متخصص في الشؤون الأمنية، أن الحصيلة تتحدث عن الجريمة والعقاب أي السياسة الجنائية، ووقف المتدخل عند تجربة الإعلام الأمني بالمغرب خلال المرحلة الحالية، مشيرا إلى أن السياسة التواصلية للأمن تطورت بشكل لافت وعمدت إلى تنويع أدوات العرض الإعلامي من خلال البلاغات التفاعلية مع الرأي العام والتواصل الشبكي وعرض تقرير سنوي حول الحصيلة الأمنية، مضيفا ان هذه الاستراتيجية حققت أهدافها من خلال ثلاث محاور: ترسيخ فكرة القرب التي وضع أسسها خطاب المفهوم الجديد حول السلطة، ونهج التخاطب المباشر عبر أدوات الإعلام مؤسسي ثم تحقيق مبدأ شفافية المرفق الأمني. وقال الباحث إن هذه المنطلقات تندرج ضمن تحديات مواجهة الأخبار الزائفة والاستعمال المعيب لوسائل التواصل الاجتماعي، والتفاعل مع مسار تنزيل قواعد الحكامة الأمنية التي أوصت بها هيأة الإنصاف والمصالحة من خلال الإخبار عن العمليات الأمنية والإعلام بالإجراءات التصحيحية المصاحبة. وعقّب الحافظي على التحديات التي تواجه الإعلام الأمني في ارتباط بمقتضيات السر المهني التي تقيد الحق في الولوج إلى المعلومة الأمنية، مشددا على أهمية التعاون بين الإعلام والأمن باعتبار الطرفين يتقاطعان في هدف مشترك يكمن في تنمية الحس الوقائي داخل المجتمع كمدخل لتحقيق الشرطة المجتمعية. من جهته، تحدث بوبكر سبيك، عن الإدارة العامة للأمن الوطني، عن التطور الكبير في مجال التواصل مع وسائل الإعلام، مؤكدًا أن المؤسسة الأمنية تتجاوب مع كل طلبات الإخبار ضمن قواعد مهنية. وقال سبيك أن المديرية سعت إلى بناء خطاب قادر على التفاعل مع المجتمع عبر وسائل الإعلام، بلغة تتلاءم والطبيعية التواصلية للأمن، مشيرا إلى أن التواصل محكوم بضوابط قانونية تأخذ بعين الاعتبار السر المهني والحياة الخاصة للأفراد وغيرها من القواعد العامة المهنية. بالمقابل، تحدث حميد بحري، نائب وإلي أمن الدارالبيضاء، عن تجربة التواصل الأمني بالعاصمة الاقتصادية والانفتاح على وسائل الإعلام محليًا ووطنيًا، مضيفا أن التوجه أرسى قواعد الثقة بين الأمن والإعلام. وأكد بحري أهمية تطوير لغة تواصلية داخل المؤسسة الأمنية تمكن من تسويق الرسائل التوعوية داخل المجتمع بشكل يساعد على التغلب على بعض اشكاليات الإحساس بانعدام الأمن التي تنتاب بعض الأفراد جراء الطلب المتزايد على الأمن بوصفه ضرورية حيوية يرسخ الاستقرار ومناخ التنمية. وقد شكلت الندوة مناسبة للتفاعل مع وسائل الإعلام ومناقشة اهتماماتها في العلاقة بالشأن الأمني.