خرج أحد الشابين اللذين علقا أمس الخميس وسط ثلوج “جبل تدغين”، من خلال تدوينة مفصلة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وذلك بعد نشره نداء الاستغاثة عن طريق خدمة “الستوري” التي يتيحها “فيسبوك” لمستخدميه. وفي التفاصيل، استهل الشاب خالد، الذي يروي قصة مغامرته مع رفيقه إسماعيل للقمم، كلامه بالقول “أولا وقبل كل شيء، بالشفاء العاجل للرفيق ديالي إسماعيل اللي تعرض لعدة كسور .. بالنسبة لما وقع وباش نوضح كلشي، حنا ماشي أول مرة أنطلعو لشي قمة جبلية وموالفين بهاد المغامرات”. وتابع خالد في نفس التدوينة التي يروي فيها تفاصيل الحادث، قبل التحاق عناصر الإنقاذ، أن الخطأ الذي اقترفاه هو تسلق قمة جبل تدغين والمكوث في بيت مجاور للقمة، إلا أن تخوفهما من الرياح القوية في ظل العاصفة الثلجية جعلتهما يفكران في عدم الرجوع من نفس الطريق، معتقدين أن اختصار الطريق عبر وجهة ثانية ستنقذهما، إلا أن ذلك لم يجد نفعا معهما قائلا “الخطأ اللي رتاكبنا هو أننا طلعنا للقمة جبل تدغين فالساعة الثالثة والنصف تقريبا ومكثنا هناك في البيت المجاور للقمة لما يزيد عن الساعة والنصف بسبب الرياح القوية وخوفنا من قدوم شي عاصفة ثلجية .. منين شفنا راسنا تعطلنا فكرنا اننا نختاصرو الطريق ومانرجعوش من نفس الطريق لي طلعنا منها، بقينا تانزلقو وتانصارعو الوقت باش مايطيحش علينا الظلام، وفينما نزلقو تانكاليو بشجر الأرز المتواجد هناك”. وأضاف الشاب خالد، أنه اضطر لسلك الطريق الذي سقط فيه صديقه اسماعيل بعد أن اختفى عنه ليبحث عنه، وهو ما قام به فعلا، إلا أنه وجده ملطخا بالدماء، معبرا عن ذلك قائلا “فجأة سماعيل تايزلق بسرعة فائقة وتايفوت الشجرة لي كانت أمامنا، مابقاش تايبان ليا وعييت مانعيط ونغوت (سماااعييل فيينك، سماااعيييل جاوبني) دون جدوى، بلاما نفكر وخوفا على خويا، قررت نسلك نفس الطريق لي طاح منو سماعيل، بعد عشرة دقائق تقريبا لقيت نفسي قريب ليه، وتانشوفو فحالة يرثى لها، الثلج حداه حمر وحوايجو أيضا ملطخة بالدماء، حاولت نشجعو ونحفزو باش يصبر ويوقف على رجليه ونكملو الطريق، الساعة ماقدرش .. وقام بإرغامي على الهبوط باش واحد فينا يبقا على قيد الحياة عوض نموتو بجوج، طبعا رفضت رفضا قاطعا، حيت أي جبل طلعنا ليه تانكونو متافقين أنه نفس المصير انعيشوه بجوج، استسلمنا للوهلة الأولى وحنا تاتشوفو الشمس تاتغرب وحنا محاصرين فالحافة وتالفين”. وعن لحظة استعانته ب”الفيسبوك”، قال خالد “تخيلو معاي أننا ماقدرينش نتحركو تا خطوة للأمام أو الخلف بقوة ما واحلين .. بغيت نشوف شحال الساعة إذ بي تانلقا الريزو كاين، هي فين فكرت نعمل اللايف ونطلب من الأصدقاء يبارطاجيوه على أوسع النطاق .. وهادشي لي طرا بالفعل، مرت ثلاثة السوايع وحنا تانتسناو النجدة، تا وصلو عندنا ولاد دوار أزلة، لي تانشكروهم جزيل الشكر على موقفهم البطولي”. وختم الشاب خالد تدوينته بتقديمه الشكر لجميع من قدم له المساعدة من أبناء الجهة، والجهات المختصة، معبرا عن ذلك بالقول “فعلا كانوا أبطال حيت خرجونا من الحافة وغامرو برواحهم على قبلنا، شحال من واحد فيهم تضرب، هزو سماعيل فوق كتافهم وردونا للطريق لي تلفناها، من بعد جاو أفراد الوقاية المدنية اللي تانقدم ليهم جزيل الشكر حيت طلعوا للجبل عامر بالثلج بالليل وماعندهمش معدات كافية وكاملين ماشي ولاد المنطقة، تبتو اسماعيل فالباياص وجابو حبل طويل، لي بقينا شادين فيه كاملين وهابطين تا وصلنا للتحت .. ولولا تظافر الجهود را ماكناش نكونوا على قيد الحياة، باش مانكر تا شي مساعدة قدماتها شي جهة ما لينا”.