لا أحد يشكك في مهارات وكفاءات الفكاهي المغربي-الفرنسي جمال الدبوز الذي تألق في عالم الفن والكوميديا حتى أصبح نجما عالميا، ورجل أعمال ثري. لكن الرجل حين يخونه الإبداع ويمر بلحظة فراغ فني، عِوَض أن يركن ويفكر في منتوج جديد في المستوى الذي ينتظره المشاهد، يتشبت بالظهور على الشاشة لتقديم تفاهات تضر بسمعته قبل الآخرين. وقد استغلت قناة M6″” يوم الجمعة الماضي، تصريحات سابقة للدبوز ادلى بها للقناة الفرنسية “انطين 2ا” في شهر نونبر 2017، حين وصف المغاربة بالثيران البرية (أو الإفريقية، les gnous) التي تسير جماعة في نفس الوقت نحو اتجاه واحد، في حديثه عن الرحلة الصيفية للجالية المغربية المقيمة في فرنسا نحو وطنها المغرب مرورا بإسبانيا. “المغاربة يذهبون إلى بلدهم في آن واحد مثل الثيران البرية، الاسبان يكرهون المغاربة-الثيران البرية الذين يتوقفون بمساحات الراحة فقط من أجل استعمال المراحيض، ولا يشترون أي شيء". هكذا سخر منا الدبوز. طبعا، وبغض النظر عن اهداف الكوميدي الذي بدى في لحظة عقم فني، والتي غالبا ما كانت هي أن يضحك محاوريه الفرنسيين، ومشاهدي القناة، غير مبال بكرامة مواطنيه وسمعة بلده الذي أعطاه ولا زال يعطيه الكثير، دون مقابل، فإن اختيار قناة “إم6” لهذه الظرفية بالذات لإعادة بث هذه الترهات تؤكد النوايا الاعلامية الفرنسية الخبيثة في التشويش على المغرب. فكم هو مخجل طبعا، ومؤسف ومحزن ما قاله الدبوز في حق المغاربة وفي حق المغرب الذي يتوفر فيه على شركة كبيرة تفوز بصفقات بالملايير وتدر عليه أرباحا بالملايير يؤديها أولائك الذين وصفهم بالثيران البرية. ولكن الأسف الحقيقي هو تعمد الإعلام العمومي الفرنسي شن حملة شرسة ضد المغرب ونظامه ومؤسساته.