نوهت وزيرة الشؤون الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، اليوم الاثنين بجاكرتا، بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس لفائدة القضية الفلسطينية، وذلك في تصريح عقب اجتماع مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة. وقالت مارسودي، خلال لقاء صحفي مشترك مع بوريطة عقب هذه المباحثات، إن “إندونيسيا تشيد عاليا بجلالة الملك الذي ما فتئ يبذل جهودا حثيثة لفائدة القضية الفلسطينية، وخاصة بصفته رئيسا للجنة القدس”. وأكدت الوزيرة، في هذا الصدد، على دعم إندونيسيا لحل الدولتين المعترف به من قبل المجتمع الدولي، بهدف إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، مضيفة أن استقرار المنطقة أمر ضروري من أجل السلم والأمن العالمي. ومن جهة أخرى، جددت رئيسة الدبلوماسية الإندونيسية التأكيد على دعم إندونيسيا لجهود الأممالمتحدة الهادفة إلى "التوصل إلى حل سياسي دائم لقضية الصحراء المغربية". وفي معرض تطرقها إلى التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، أعربت مارسودي عن الأمل في تعزيز التعاون الثنائي مع المملكة، الدولة الرائدة في منطقتها، وخاصة في المجالات الاقتصادية، والأكاديمية، والدينية، والأمنية. من جهته، أشاد بوريطة، الذي كان مرفوقا بسفير المغرب في إندونيسيا، وديع بنعبد الله، والسفير مدير شؤون آسيا وأوقيانوسيا، عبد القادر الأنصاري، والسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، بموقف إندونيسيا الثابت بخصوص القضية الوطنية للمملكة، وسيادتها ووحدتها الترابية. وأكد في هذا الإطار على دعم المغرب الحازم لسيادة إندونيسيا ووحدتها الترابية. من جانب آخر، جدد بوريطة التأكيد على تصميم المغرب على الارتقاء بالتعاون الثنائي إلى المستوى الممتاز للعلاقات السياسية، من خلال مقاربة تكاملية تتجه نحو المستقبل. وأشار بوريطة إلى أنه “بالرغم من البعد الجغرافي، فإن المغرب وإندونيسيا، البلدان اللذان يحظيان بأهمية خاصة على مستوى الأمة الإسلامية، يتوفران على إمكانات قوية للنهوض بقيم الاعتدال والتسامح التي يدعو لها الإسلام الوسطي”، مبرزا أن المملكة تضع محاربة التطرف والتشدد في صميم أولوياتها. على الصعيد الاقتصادي، أبرز الوزير أن المملكة المغربية، وبالنظر إلى موقعها الجيوستراتيجي المتميز، يمكن أن تشكل ليس فقط بوابة لإندونيسيا نحو القارة الإفريقية لكن أيضا نحو الفضاء الأوروبي والمتوسطي. وأضاف أنه “بفضل تجربته وخبرته التي راكمها في عدة مجالات، يمكن للمغرب أن يكون شريكا استراتيجيا لإندونيسيا على مستوى إفريقيا كما يمكن لإندونيسيا أن تسهل ولوج المملكة إلى التجمع الإقليمي لرابطة بلدان جنوب شرق آسيا (آسيان)”. واتفق الوزيران، اللذان أشادا بروابط الصداقة والتضامن المتميزة بين البلدين، على تنظيم سلسلة من الأحداث في 2020 بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال60 لإرساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما استعرض الجانبان، خلال هذه المحادثات، القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الاقليمية، ورحبا بالدعم المتبادل بين البلدين داخل الهيئات الدولية، وخاصة في الأممالمتحدة حيث تعتبر إندونيسيا عضوا غير دائم في مجلس الأمن وكذا في مجلس حقوق الإنسان.