يبدو أن الظاهرة الإكشوانية تسربت على حين غفلة بيننا وصار الكل يتخذها عنوانا من أجل “التبوهيل ” وتزييف الحقائق لدغدغة العواطف، وهذا ما ينتهجه الأستاذ سليمان الريسوني في قضية قريبته هاجر، فهو يريد كسب شريحة كبيرة من المتضامنين معها ليلبسوا الحق بالباطل، كون أن اعتقالها كان بسبب مهنة الصحافة وليس بسبب الجنس، ولعل افتاحيته الأخيرة التي عنونها ب “إلى هاجر ” تبين بشكل واضح خطته التي لن تبرئها بقدر ما تدينها أكثر فأكثر لأن حبل الكذب قصير جدا، وتزييف الحقائق لن يؤدي إلى نتيجة سوى نتيجة وحيدة وهي الإدانة فقط بتأييد الحكم الإبتدائي أو رفعه. والملفت للنظر أن سليمان عبر افتتاحيته لم يكتف بهذا فحسب، بل تجاوز الأمر إلى أن ألمح بأن ما وقع لقريبته هاجر أشبه ما وقع لمريم العذراء عليها السلام، وكأن هاجر قديسة مثل مريم، وهذا حمق ما بعده حمق . فهل هاجر الريسوني جانية أم بريئة ؟ وهل ما اقترفته له علاقة بالصحافة ؟ إن هذا السؤال المطروح يفرض علينا بالضرورة قبل الإجابة عليه أن نضع النقط فوق حروفها، بمعنى نعيد سرد وقائع قضية المواطنة الشابة هاجر الريسوني حتى تتبين لنا الإجابة بشكل أوضح . لا يختلف إثنان في كون أن المواطنة هاجر الريسوني صحافية مهنية ومحترفة أيضا، تقوم بعملها بشكل عادي كسائر الصحافيين والصحافيات ليست لها مواقف واضحة لأنها لم تكشف عنها من خلال افتتاحيات، وليست بالصحافية المزعجة أو المشاغبة كما يحاول البعض الترويج له عن جهل واندفاع لأن أول ما سنطلب من هؤلاء هو إعطاؤنا ولو ثلاث افتتاحيات أو أي جنس من الأجناس الصحافية عرى فساد المفسدين وزعزع أركان الموجودين بالدولة، كل ما نعرفه الآن أنه لا يوجد أي جنس من هذا القبيل سوى ممارسة الجنس مع الأستاذ رفعت الأمين وهذا من حقها طبعا ولا يحق لأي أحد محاسبتها كما لا يحق لأي أحد أن يعتقلها من أجل كتاباتها، وصدقا كنت أتمنى أن تكون معتقلة بسبب مهنة المتاعب بإنجاز جنس من الأجناس الصحافية الكبرى ونشيِّد لها تمثالا رافعة شارة النصر بساحة ماريشال، ولكنها اعتقلت بسبب ممارسة الجنس غير المنظم بمعنى خارج إطار الزواج . فهل المواطنة هاجر اعتقلت بسبب مهنتها ؟ الجواب لا هل المواطنة هاجر مارست الجنس مع الأستاذ طلعت الأمين ؟ الجواب نعم هل ممارسة الجنس هاته كانت في إطار الزواج الشرعي والقانوني ؟ الجواب لا لماذا لا تدخل في إطار الزواج الشرعي والقانوني ؟ الجواب “أ ” بالنسبة للقانون المغربي لا يعتبر الزواج زواجا إلا بوجود عقد نكاح موثق دون ذلك فلا يعتبر زواجا بدليل ان الدولة تطلق مبادرات بشتى ربوع المملكة من أجل توثيق عقود الزواج ، بمعنى أن الدولة تريد القطع مع الزمن الغابر وهناك من يريد الرجوع إليه عبر زواج الفاتحة، وياليت من يريد الرجوع إليه لا وعي ولا علم له، بل من طرف صحافية قالوا عنها مزعجة وتشتغل بجريدة موجهة للنخبة تؤثر في الرأي العام، فأي ضحك على الذقون هذا . الجواب “ب” لا يمكن أن نقول عن هذا الزواج أنه زواج شرعي، أولا المذهب المالكي يؤكد على ضرورة توثيق عقود النكاح ضمانا لحقوق المرأة، ثانيا الشيخ الجليل أحمد الريسوني جزاه الله عنا كل خير اعترف بأن هاجر ليست متزوجة بدليل أنه قال “كل ما اعرفه أنني سأحضر يوم 14 شتنبر لحفل الزفاف ” (رغم أنهم لم ينشرو لنا ما يفيد أن الحفل فعلا كان سيقام بهذا التاريخ ولو “يوريونا غي الطيابة والنكافة باش نصدقوهم ” ) إذن هنا يتأكد لنا أنه لا وجود لزواج كما هو متعارف عليه ، أي اشهار الزواج ثم ليلة الدخلة التي تتمناها كل فتاة شريفة عفيفة ونحسب هاجر كذلك والله حسيبها . الجواب “ج” حتى ولو كان هناك عقد زواج موثق لا يمكن أن نقول عن هذا الزواج أنه شرعي، بدليل هذه الآية ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)”، فكيف نعتبرها زوجته وهي لا تسكن معه، إذن هذا زواج يعتمده المشارقة أعتقد أنه زواج المسيار يعني يكون بين الزوجين عقد نكاح، وإن أراد ممارسة الجنس معها يلتقيان لأجل ذلك وهذا ما يسمى عندنا نحن “اولاد سباتة ” “بالتقحبين لايت ” أو التقحبين الإسلامي أي العهر بطريقة شرعية وأعتذر عن هذا الكلام ليصل المعنى بشكل دقيق، وهذه الحالة لا تنطبق على المواطنة هاجر لأنه ليس لديها عقد زواج مع الأستاذ طلعت الأمين . لماذا نتدخل في علاقتهما الجنسية الرضائية ؟ الجواب، لو كانت علاقة جنسية رضائية من الأكيد اننا سنناضل من أجل هاجر ونطالب بتغيير القوانين لكن والحال هي تقول بأن علاقتها هي علاقة زواج وتعتقد أنه زواج شرعي وقانوني لكن القضاء حسم في الأمر . هل هذه العلاقة الجنسية نتج عنها حمل ثم إجهاضه ؟ الجواب نعم بدليل نسبة الهرمون الذي وجدوه فيها والذي يؤكد على أنه كان هناك حمل وتم إجهاضه قبل ساعات وهذا ما جعله ينخفض تدريجيا اي الهرمون . إذن فعلى ماذا تناضل بعض الوجوه المعروفة ولماذا ؟ الجواب، هم يناضلون من أجل الحريات الفردية وشرعنة الإجهاض ولا يناضلون من أجل هاجر لأن هذه الأخيرة قضيتها لا تدخل في إطار نضالهم، فهؤلاء دائما يصطفون في القضايا التي تكون ضد الدولة من أجل النيل من مؤسساتها، طبعا بمقابل مادي يأتي من الخارج والضغط على المغرب بالإعلام الأجنبي المعادي للبلاد، وبدليل أن هؤلاء لم يتضامنوا مع المشتكيات في ملف بوعشرين، لأن التضامن مع المشتكيات لن يخدم أجندتهم الخارجية فلماذا لم يتضامن هؤلاء مع الفتاة المحروقة مثلا ؟ بكل بساطة لأن النضال من اجلها (مافيهش الحبة ). وعلى ضوء الأسئلة التي طرحناها والأجوبة ، نطرح سؤالا آخر وهو نفسه الذي انطلقنا منه . هل قضية المواطنة هاجر لها علاقة بمهنتها ، مهنة الصحافة ؟ الجواب .. غبي من يقول أنها اعتقلت من أجل قلمها لأن الوقائع التي سردناها ليس لها أي رابط ولو صغير مع الصحافة، وغبي أيضا من يقول أن الملف مفبرك، فهل الذين فبركوا الملف كانوا بشقة أكدال يستمتعون معهما بالتآوهات والسباحة (ورفع شارة النصر ) فوق السرير، أرجوكم لا تستحمرو الشعب ، يكفي كذبا فحبل الكذب قصير.