انتهت رحلة المنتخب الوطني المغربي في كأس أمم إفريقيا 2019، وتبخر معها حلم الفوز باللقب الثاني، بعد الهزيمة بضربات الترجيح (4-1) أمام منتخب البنين مساء اليوم الجمعة برسم ثمن النهائي. وبالرغم من أن المنتخب كان هو المسيطر طولا وعرضا على أطوار اللقاء، إلا أنه فشل في تحقيق الفوز على “السناجب” ليفشل في حجز تأشيرة المرور لربع النهائي. ومن بين الأخطاء التي وقع فيها رونار ولقجع، أنهما لم يدرسا بشكل جيد الخصم حيث تم استصغاره وظن الكل أنه منتخب في المتناول، وسيتم الانتصار عليه بحصة ثقيلة، لكن المنتخب المغربي واجه خصما قويا ولديه لاعبين مميزين، أظهروا إمكانيات جيدة، حيث اعتمدوا على الهجمات المرتدة السريعة والكرات الطويلة. وأبان لاعبو المنتخب البنيني بقيادة الفرنسي ميشيل دوسييه، على نضجهم العالي وذكائهم في التعامل مع المباراة، وعرفوا كيف يجرون الأسود إلى ضربات الجزاء التي تألق فيها حارس “السناجب” ليمنح بلاده تأهلا تاريخيا لربع النهائي لأول مرة. إقصاء “الأسود” عرّى جامعة القجع والوعود الفارغة التي وعد بها الجماهير المغربية عبر بروباغاندا إعلامية بأنه سيعود بالكأس إلى المغرب، وصرف الملايين من الدولارات من أموال الدولة على اللاعبين وهيرفي رونار وطاقمه المساعد، موهما الجميع أنه يتوفر على منتخب عالمي قادر على الإطاحة بكبار منتخبات القارة السمراء، لكن الواقع شيء آخر، حيث عانى “الأسود” أمام منتخبات مغمورة كناميبيا وغامبيا والبنين، والتي أظهرت المستوى الحقيقي للأسود، بالرغم من توفره على لاعبين يمارسون في أندية أوروبية كبيرة. فكيف سيرد لقجع على هذه الانتقادات المشروعة أم سيستعين بجيش الصحفيين الذين اصطحبهم معه إلى مصر ووضعهم في أفخم الفنادق لتلميع صورته في مثل هذه الهزيمة الكبرى، إن لم نقل الفضيحة المدوية للجامعة. ويبقى السؤال المطروح متى يتوج المغرب بكأس إفريقيا من جديد بعد اللقب اليتيم سنة 1976، وهل لفوزي القجع الجرأة في تقديم استقالته بعد فشله للمرة الثانية في التتويج باللقب، والخروج أمام منتخبات ضعيفة من الأدوار الأولى.