على الرغم من تحذيرات كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة بتصنيفها بعض شواطئ الدارالبيضاء بأن مياهها غير صالحة للسباحة، يُقبل عدد من المصطافين على تلك الشواطئ بحكم قربها الجغرافي من المركز غير مكثرتين بمخاطر عدم جودة مياهها. وحسب جولة ميدانية قام بها موقع “برلمان.كوم”، أمس الإثنين، بكل من شاطئ “الشهدية”، و”السعادة”، و”زناتة الكبرى”، و”بالوما”، و”السابليت”، بالشريط الممتد ما بين عين السبع بالدارالبيضاء والمحمدية، فإن هذه الشواطئ تعرف إقبالا كثيرا من طرف المصطافين، إذ يرتفع منسوب الإقبال عليها منذ الساعة 12 زوالا إلى غاية 19.30 مساء. محمد بلوح، فاعل جمعوي وابن المنطقة، كشف أن هذه الشواطئ يرتاد عليها في الغالب ما أسماهم ب”البراني”، إذ أن أبناء المنطقة قليلا ما يسبحون في مياهها بسبب علمهم أنها ملوثة بالمياه العادمة وواد الحار الذي يصب فيها، وإنما “يرحلون” في الغالب إلى شواطئ بوزنيقة. وأبرز الفاعل الجمعوي، في حديثه ل”برلمان.كوم”، أنه سجل رفقة عدد من الهيئات الحقوقية ما وصفه ب”الكارثة البيئية”، التي يتعرض لها بحر عين السبع والمحمدية بسبب صب مخلفات المصانع والأزبال وتصريف مياه “الواد الحار”، وأنه على الرغم من تحسيس المواطنين بخطورة السباحة في مثل هذه المياه إلا أن زيارتها والارتياد عليها أكبر بكثير. من جانبهم، عبر مصطافون أنهم كل سنة يقصدون هذه الشواطئ دون تعرضهم لأي شيء، مسجلين، في الوقت ذاته، أن هناك نقصا كبيرا في الخدمات على مستوى النظافة والمراحيض العمومية والمغاسل البحرية. وقالوا في ما يشبه التبرير: “عارفين أنه كايتخوى فيه الزبل، والواد الحار ولكن هو اللي قريب علينا ويلا بغينا البحر المزيان خاصنا نمشيو حتى لبوزنيقة، اللي شوية مزيانة أما كازا بحرها خسر للأسف”. وكانت الحكومة قد كشفت خلال السنة الماضية عن خارطة الشواطئ الصالحة وغير الصالحة للسباحة من حيث جودة مياهها ورمالها.. الدراسة التي قامت بها كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة خلصت إلى أن شواطئ جهة الدارالبيضاء-سطات، تأثرت مياهها بشكل كبير، ويتعلق الأمر بكل من شاطئ سابليت، وزناتة الكبرى، وبالوما، والشهدية، والسعادة، ودار بوعزة، وللا عائشة البحرية، والحوزية.