أخذ نزيف الاستقالات يشق طريقه بقوة نحو حزب الأصالة والمعاصرة، ليشمل قياديين بارزين في الحزب، ومن أقرب من المقربين من الأمين العام السابق، إلياس العماري، والذين قرروا تقديم استقالتهم وأخذ مسافة مع التنظيم الحزبي. وأعلنت سهيلة الريكي، عضو المكتب السياسي السابق والناطقة الرسمية سابقا بإسم التنظيم الحزبي، استقالتها من جميع هياكل وأجهزة الحزب، والتفرغ الكامل لإلتزاماتها العائلية والمهنية. ونشرت سهيلة الريكي، التي تعتبر الذراع اليمنى و”العلبة السوداء” لإلياس العماري الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس مجلس جهة طنجةالحسيمةتطوان، تدوينة على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، أوردت فيها أنه “بعد سنوات من الإنتماء والنضال في صفوف حزب الأصالة والمعاصرة، يؤسفني أن أعلن أنني قررت تقديم استقالتي والتفرغ الكامل لإلتزاماتي العائلية والمهنية”. وأضافت قائلة: “أود التعبير عن شكري لكل الصديقات والأصدقاء الذين دعموني خلال مسيرتي المتواضعة بتشجيعاتهم، وأتمنى التوفيق للجميع”. وكان امحمد لقماني، عضو المكتب السياسي السابق لحزب “الجرار” قد قدم استقالته من جميع هياكل الحزب، وهو الذي عُرف عنه قربه من إلياس العماري، وأحد مؤسسي حركة لكل الديمقراطيين، ومن أبرز من ساهموا في صياغة وثائقه المرجعية، والذي ضاق ذرعا من المضايقات التي طالته من طرف الأمين العام للحزب حكيم بنشماش وبعض موظفي مجلس المستشارين. ووجه امحمد لقماني، رسالة إلى رئيسة المجلس الوطني للحزب فاطمة الزهراء المنصوري، يتوفر موقع “برلمان.كوم” بنسخة منها، مخبرا إياها بتجميد عضويته بشكل كامل من الحزب مع ما يترتب عن ذلك من آثار. مشددا على أنه “ليس معنيا ولاملزما بالمواقف أو القرارات التي يتخذها حزب الأصالة والمعاصرة، وأن مواقفه الشخصية لا تلزم الحزب في أي شئ”. والشأن نفسه يورد مصدر موقع “برلمان.كوم”، مع المصطفى المريزق، عضو المكتب السياسي السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، وأحد أشرس المدافعين عن إلياس العماري، والذي استقال من التنظيم الحزبي، وتفرغ لحركته المدنية “قادمون وقادرون”، والتي كان قد أسسها موازاة مع الحملة الإنتخابية لإستحقاقات 07 أكتوبر التشريعية. وفضل بعض أعضاء المجلس الوطني والمكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة النزول من “جرار البام” في صمت، والتواري عن الأنظار. في وقت بلغ فيه الصراع أوجه حيكم بنشماش ومعارضيه من “تيار المستقبل”، وهو الصراع الذي يضع الحزب على كف عفريت. وأشار مصدر موقع “برلمان.كوم” إلى أن عدد من الاستقالات يُنتظر أن يعلن عنها خلال الأسابيع المقبلة في صفوف بعض القياديين الذين أخذوا يقطعون اتصالاتهم بإدارة الحزب وأمينه العام.