استعاد محققون في كارثة الطائرة الإثيوبية بوينغ 737 ماكس، بيانات الصندوق الأسود للطائرة وتوصلوا إلى “إجماع أولي” بأن نظام التحكم بالطيران تم تفعيله بصورة آلية قبل السقوط “غطسا” وتحطمها، وذلك في أول نتائج التحقيق في الكارثة، وفقا لتقارير صحفية أمريكية. وأورد المحققون خلال جلسة استماع رفيعة المستوى في إدارة الملاحة الفيدرالية الأمريكية الخميس الماضي، وفق ما أفادت “سكاي نيوز عربية” نقلا عن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن هناك مؤشرا قويا يفيد أن النظام الآلي نفسه، الذي يطلق عليه اختصارا اسم “أم سي إيه أس”، انطلق بصورة خاطئة في حادثتي الطائرة الإثيوبية وطائرة “ليون إير” التي تحطمت قبل 5 أشهر. ويعكف خبراء أمريكيون في السلامة الجوية على تحليل النتائج التي توصل إليها محققون إثيوبيون قبل أيام، حيث يتوقع أن يصدر التقرير الأولي عن الخبراء الإثيوبيين في غضون أيام قليلة، بحسب الصحيفة ذاتها. لكن بيانات الصندوق الأسود للطائرة الإثيوبية، الرحلة 302، مازالت خاضعة للمراجعة بحسب مصادر على صلة بجلسة الاستماع. وقال الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، دينيس مويلنبرغ، إن الشركة تدرك أن “أرواح الناس تعتمد على العمل الذي نؤديه” وتتخذ إجراءات من أجل “الضمان التام” لسلامة الطائرات من الطراز 737 ماكس في أعقاب حادثتي التحطم، مضيفا ‘نتخذ إجراءات من أجل الضمان التام لسلامة الطائرات 737 ماكس.. إننا ندرك أيضا، ونعتذر، بسبب التحديات التي يواجهها عملاؤنا والركاب نتيجة وقف تشغيل أساطيل طائراتها من هذا الطراز”. وقال مصدر لرويترز، إن المحققين في تحطم الطائرة الإثيوبية توصلوا إلى أوجه تشابه قوية في “زاوية طيران حيوية” مع طائرة ليون إير الإندونيسية، فيما يزيد الضغط على بوينغ أكبر صانع للطائرات في العالم. وكشفت “بوينغ”، الأربعاء، عن خطتها لمراجعة النظام الآلي وجعله أكثر مرونة بما يسمح للطيار بمزيد من التحكم فيه، عوضا عن تركه آليا بالكامل. وقالت “بوينغ” الأربعاء إن شركة صناعة الطائرات الأمريكية “لديها ثقة كاملة ومطلقة بأن التغييرات التي تعمل على تنفيذها ستتمكن من حل المشكلات في النظام ومنع الحوادث المستقبلية”.وتتضمن التغييرات في النظام إضافة طبقة أخرى من الحماية، بدلا من الاعتماد على جهاز استشعار واحد يحدد زاوية مقدمة الطائرة، بحيث يصير الاعتماد على بيانات من كلا جهازي الاستشعار. وأسفرت حادثة التحطم للطائرة الإثيوبية عن مقتل 157 شخصا ينتمون ل33 دولة، وتعتبر هذه الحادثة هي الثانية في تاريخ شركة بوينغ بعد حادثة الطائرة الإندونيسية من نفس الطراز والتي أسفرت هي الأخرى عن حصد 189 روحا، ليبلغ مجموع ضحايا بوينغ 737 ماكس 8 ، 347 شخصا.