أعلن المستشار المقرب من البابا فرنسيس الكاردينال الألماني “رانهيار ماركس” في اجتماع في الفاتيكان اليوم السبت، أن الكنيسة أتفلت ملفات حول مرتكبي اعتداءات جنسية من أعضائها. وقال رئيس المجمع الأسقفي الألماني في الاجتماع المخصص لهذه القضية في الفاتيكان إن “ملفات كان يمكن أن تشكل توثيقا لهذه الأفعال الرهيبة وتكشف اسم المسؤولين أُتلفت أو لم يتم حتى إنشاؤها”. وانتقدت الراهبة النيجيرية البارزة الأخت “فيرونيكا أوبنيبو” ثقافة الصمت في الكنيسة الكاثوليكية التي سعت طويلا لإخفاء الانتهاكات الجنسية لرجال الدين، قائلة خلال القمة إن الشفافية والاعتراف بالأخطاء أمر ضروري لاستعادة الثقة. وفي خطاب قوي، أخبرت أوبنيبو تجمع البابا فرانسيس للتسلسل الهرمي الكاثوليكي بأن قادة الكنيسة الأفارقة والآسيويين يجب أن لا يبرروا صمتهم حول الانتهاكات الجنسية من خلال الادعاء بأن الفقر والصراع هما قضايا أكثر خطورة بالنسبة إلى الكنيسة. وحذرت أوبنيبو قائلة: “إن هذه العاصفة لن تمر”. ودعت إلى مناقشة مجموعة من القضايا المثيرة للجدل لمعالجة الفضيحة، بما في ذلك المشاركة في اختيار الأساقفة، وما إذا كانت المعاهد الدينية للصبية أمرا صحيا أم لا ولماذا لا يتم فصل المعتدين من رجال الدين. يذكر أن كنائس عديدة عبر العالم سجلت حالات اعتداء جنسي على أطفال قاصرين، وظلت الكثير من القضايا طي الكتمان لحساسية الموضوع والضالعين في تلك الجرائم. وتحدثت إحصائيات نشرتها صحف عالمية أرقاما مخيفة، فقد جاء في تحقيق نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أن الكنيسة الكاثوليكية بجنوب إفريقيا مثلا سجلت منذ عام 2003 نحو 30 حالة اعتداء جنسي من قبل الكهنة، لكن لم يُدن أي كاهن. وخلال الأسبوع الماضي عزل البابا فرانسيس الكاردينال الأميركي السابق ثيودور ماكاريك بعد أن أدانه مسؤولو الفاتيكان بتهمة الاعتداء الجنسي.