تربط المغرب وإسبانيا علاقات وطيدة على عدة مستويات، ويسعى البلدان إلى تعزيز التعاون بينهما على عدة مستويات، سياما في ما يخص المجال الأمني ومجال النقل بين البلدين، وفي هذا الخصوص أكد محمد نجيب بوليف كاتب الدولة المكلف بالنقل، أن الإعلان عن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا سيتم قريبا، وقال إن “المغرب يشتغل منذ سنوات مع إسبانيا من أجل الربط القاري بين البلدين، وهما الآن في مرحلة تعميق الدراسات التقنية”. وجاء هذا التصريح في إطار حوار أجراه مع وكالة الأناضول التركية حيث صرح بأن : “الأفق الزمني لخروج الدراسات التقنية إلى حيز الوجود معقول، كي تعطينا الخيارات الممكنة لهذا الربط”، مؤكداً على أن “الشركتين المغربية والإسبانية تشتغلان على إيجاد أفضل طريقة للربط القاري، وأن الدراسة المرتبطة بعمق البحار ستمكن من اقتراح عدد من الخيارات”. ويبدو أن الزيارة التي قام بها ملك إسبانيا إلى المغرب خلال اليومين الماضيين دفعت البلدين إلى التفكير في إعادة الحياة إلى مشروع يعود إلى أكثر من 30 سنة، حيث تم إنشاء عدد من اللجان المشتركة لتباحث السبل الكفيلة بإنجاز هذا المشروع، وقد أجرت أكثر من 40 اجتماعا، كما أنشأت شركتان بهدف إنجاز هذا المشروع إحداهما مغربية وهي الشركة الوطنية لدراسات المضيق. يعتبر هذا المشروع من أكبر الأوراش التي تجمع المغرب وإسبانيا، وتكمن أهميته في تقليص مدة السفر بين طنجة ومدريد إلى 4 ساعات، نما سيؤمن وسيلة نقل أقل تكلفة لأكثر من 9 ملايين شخص حسب بعض التقديرات، بالإضافة إلى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين حيث تشكل إسبانيا أول شريك اقتصادي للمغرب وبوابة على الاتحاد الأوروبي. يعزى تأخر الربط بين المغرب وإسبانيا الذي قد يصل طوله إلى حوالي 28 كيلومترا إلى صعوبة التضاريس البحرية التي تستلزم إجراء عدد من الدراسات الجيولوجية والجيوتقنية على مدد زمنية طويلة، وفي هذا الصدد أوضح كاتب الدولة المكلف بالنقل أن “الخبرة السويسرية بينت أن بعض المقترحات، التي كانت غير ممكنة قبل 20 سنة، أصبحت اليوم متاحة، على أساس أن نقرر أفضل مقطع ربط ممكن، مع مراعاة التكلفة والمخاطر المرتبطة بالبحار”. من الناحية التقنية يطرح المشروع 3 إمكانيات حسب تصريحات الوزير، بينما تكلم وزير النقل السابق عزيز الرباح قبل بضع سنوات عن نفق يربط القارتين تتراوح تكلفته بين 3 و 10 ملايير يورو، ويشكل مشروع الربط بين المغرب وإسبانيا طموحا مشتركا بين البلدين سبق له أن طرح على طاولة النقاش بين البلدين في عدة مناسبات.