كشف أثري جديد في إحدى مناطق الصين، أثار جدلاً واسعاً بين ذوي الاختصاص، وذلك بعد أن نجح عدد من علماء الآثار الصينيين، باكتشاف آثار مصنع قديم ل«صكّ العملات المعدنية»، يعود تاريخه إلى ما قبل ألفي عام تقريباً، وذلك في مدينة «نانيانغ» بمقاطعة «خنان» التي تقع شرق البلاد، ليثبت هذا الكشف الجديد، أنه كلما اعتقدنا بأننا اكتشفنا كل شيء – تقريباً – عن تاريخ حضارتنا البشرية، يظهر شيء جديد، يجعلنا نتوقف ونعيد الكثير من تفكيرنا في هذا الأمر، لنتأكد مرة أخرى بأننا لم نكتشف شيئاً بعد. وحسب وسائل إعلام دولية التي تابعت الاكتشاف التاريخي المهم، صرّح «باي يون شيانغ»، وهو باحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لعدد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، بأن هذا المصنع تم اكتشافه بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار أرضي بمدينة «نانيانغ». وأشار «شيانغ» إلى أن المصنع كان قد أنتج الكثير من القوالب لصكّ العملات اشتملت على نوعين من هذه العملات المعدنية. وأضاف الباحث الصيني، إن هذا الاكتشاف قد يمثل قيمة كبيرة لدراسة عملية صكّ العملات والنظام الاقتصادي خلال تلك الفترة من تاريخ البلاد، التي تعود إلى قرابة ال2000 عام. وتابع «شيانغ» تصريحاته، بأن علماء الآثار عثروا عقب الانهيار الأرضي الذي سببته مياه الأمطار الغزيرة في تلك المدينة، على بقايا لمواد فخارية كانت قد استخدمت كقوالب لصكّ العملات المعدنية النحاسية، وخبث النحاس المنصهر. بالإضافة إلى العديد من أشكال عظام الحيوانات المختلفة، التي كانت تستخدم أيضاً في عملية صناعة العملات المعدنية، ومع بدء عمليات البحث والتنقيب تم اكتشاف وجود مصنع كبير لهذا الأمر. ومن جانبه، أكد «يانغ جون»، وهو باحث بالجمعية الصينية للعملات، إن اثنين من النقوش الموجودة على القوالب التي تم اكتشافها في المصنع، تُظهر أنها استخدمت إبان حقبة «وانغ مانغ»، الذي أسس أسرة «شين» الحاكمة ما بين الفترة 45 قبل الميلاد، و23 بعد الميلاد، وأوضح الباحث الصيني بأن «وانغ مانغ» كان مسؤولاً نافذاً في أسرة «هان» الغربية التي عاشت وحكمت في الفترة ما بين 202 قبل الميلاد، و8 بعد الميلاد، حيث أطلق إصلاحاً بالعملة بعد اعتلائه العرش. كما أن المسؤولين عن عملية التنقيب في المنطقة، كانوا قد أشاروا إلى أن الآثار التي يتم العمل على تنقيبها في الوقت الحالي، تغطي مساحة تقارب ال 100 ألف متر مربع، في حين تم حفر 75 متراً مربعاً فقط من تلك المساحة الشاسعة. حيث يعتقد الخبراء أنه ينبغي توسيع منطقة الحفر بشكل أكبر وعميلة تنقيب أكثف، مؤكدين أنه لا بدّ من وجود آثار أخرى لم يتم اكتشافها بعد في تلك المنطقة.