تعليقا على تداعيات نشر صور أمينة ماء العينين، قال نور الدين لشهب الإعلامي والباحث الأكاديمي، إن ما أثير في هذا الخصوص لا يعتبر ضجة مثل ما يروج له بقدر ما هو نقاش مجتمعي، مؤكدا أن النقاشات السابقة كانت تتميز بالإصطفاف الإيديولوجي، غير أن النقاش الذي صاحب مسألة خلع البرلمانية “البيجيدية” للحجاب في باريس وارتدائها له بالمغرب خرج عن هذه القاعدة، حيث اصطف يساريون وإسلاميون في خندق الدفاع عن أمينة باعتبارها مناضلة ولها مواقف متميزة ولذلك يتم استهدافها، مقابل اصطفاف نظرائهم من نفس التيارين ضد ما أقدمت عليه بسبب ازدواجية الخطاب وعدم الوضوح مع المواطنين. وأكد لشهب في حوار مع “برلمان.كوم” أنه في البداية كان هناك إنكار لصحة الصور في ظل الحديث عن استهداف أمينة ماء العينين، مشيرا إلى أن أي سياسي هو مستهدف أصلا من طرف خصوم آخرين قد يكونون سياسيين أو إعلاميين أو حتى من قبل جهات إديولوجية. وبالنسبة للصور أوضح ذات المتحدث أن عددا من اللذين كانوا في صف البرلمانية “البيجيدية” سحبوا تعاطفهم معها بعدما أيقنوا بأن تلك الصور حقيقية وصحيحة. وبخصوص الإعلام، ذكر نور الدين لشهب أن “البيجيديين” وبمجرد ظهور صور أمينة ماء العينين، بدأوا يتحدثون عن جهات من “السلطة” تستهدف حزب العدالة والتنمية، واعتبر نشر تلك الصور بأنه عمل يدخل في صميم ممارسة الصحافة، موضحا في هذا السياق أن أي صحافي مغربي يتتبع الخطاب السياسي ل”البيجيدي” الذي هو في أصله خطاب محافظ يستند إلى المرجعية الإسلامية، وأثناء تواجده بفرنسا شاهد برلمانية تحرص على ارتداء الحجاب بالمغرب فإنه إذا توفر على آلة تصوير وقام بالتقاط صور لها في مكان عمومي وهي بدون حجاب وبلباس مثير فإن ذلك يعتبر خبرا مهما. وقال لشهب إن أي مدير للنشر أو رئيس للتحرير أو صحافي حصل على تلك الصور فله كامل الحق في نشرها من الناحية المهنية، لأن ذلك يدخل ضمن كشف التناقض بين مرجعية الحزب وبين سلوك وممارسة بعض أعضاءه، وأضاف بأن وسائل الإعلام لم تقدح في ماء العينين أو تحط من كرامتها ولكنها كشفت عن مفارقة غريبة مفادها أن المعنية تنتمي إلى حزب “إسلامي” ويشكل امتدادا للحركة الإسلامية بالمغرب. وهذا ما جعل بعض زملائها وزميلاتها ينشرون تدوينات تنتقد ما قامت به. وختم المتحدث بالتأكيد على أن حزب العدالة والتنمية كان عليه أن يبقى وفيا لمرجعيته “الإسلامية” المحافطة، وإذا كان يعتبر نفسه مستهدفا بالتشهير فما عليه إلا أن يشكل لجنة للتحقيق في فضائح أعضائه واتخاذ ما يلزم تجاه كل عضو أو عضوة تورط في المساس بتلك المرجعية. وبهذه الطريقة يمكن للبيجيدي أن يكون منسجما مع نفسه ويسكت أصوات منتقديه. وشدد الأشهب على أن حزب العدالة والتنمية سيتضرر كثيرا من هذا التناقض الحاصل بين مرجعيته وسلوكات بعض أعضائه، وبأن الضرر لن يأتي من جهة خصومه السياسيين ولكنه سيأتي من داخل “البيجيديين” المتدينيين الذين سيكونون مضطرين إلى قطع علاقاتهم بالحزب.